من صفات المتقين وكيف تداوم على فعل الخيرات يتلخّص في الوسائل التي تُساعد المرء على ثباته في طاعته، ولعلّ أبرز هذه الوسائل هو القلب، القلب الذي هو أصل كلّ شيءٍ في الإنسان، فهو أصل الصّلاح وأصل الفساد، أصل الاستقامة وأصل الاعوجاج، فمن صَلُح قلبه صَلُحَت جوارحه وفُتحت له أبواب الثّبات على الطّاعة على مصراعيها، ومن فسُد قلبه غُشّيت أبصاره وعميت بصيرته وابتعد بنفسه عن الطّاعة والامتثال لأمر الله سبحانه، وقد روى النعمان بن بشير -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: "ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ".وعليه فإنّ الأصل في الثّبات على الطّاعة هو تحكيم القلب أوّلًا، والإكثار من العبادات والنوافل وقراءة القرآن الكريم والاستغفار والدعاء والتضرّع لوجه الله سبحانه.