خلال أقل من عشرة أيام، ضربت دولة الكويت أروع الأمثلة فى التمسك بمبادئ الديمقراطية، وقدمت للعالم أجمع أروع ما يمكن تقديمه من نماذج الانتقال السلس والسهل للسلطة. وذلك بعدما انتقلت الإمارة إلى الشيخ نواف الأحمد كأمير للكويت خلفا للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد. وعلى من الرغم من الترشيحات التى أعلنت فى الكويت لمنصب ولاية العهد إلا ان تزكية الشيخ مشعل الأحمد قوبلت بارتياح شديد وقبول أشد من كافة الأوساط السياسية والشعبية ومن قبلهم الاوساط داخل الاسرة الحاكمة التى سارعت وأعلنت مبايعتها للشيخ مشعل وليا للعهد. وقد جاء اختيار الشيخ نواف الأحمد للشيخ مشعل الأحمد ليكون ولى العهد الجديد لدولة الكويت لما عرف عنه من عطاء وتفانى والتمرس فى شئون الحكم. فالعلاقة بين الأمير الشيخ نواف وولى عهده علاقة متجذرة، حيث يعتبر الشيخ مشعل الأحمد أن الشيخ نواف الأحمد من القادة المؤثرين فى أحداث الكويت، مؤكداً أن التاريخ سيسطر بأحرف ناصعة المواقف المشرفة له والإنجازات التى حققها فى العديد من المجالات والبصمات التى تركها فى الكثير من المواقع. وأنه من رجال الدولة القلائل الذين يمتلكون صفات إنسانية وعقلانية كبيرة، مشيراً إلى أن أمير البلاد يملك شخصية قيادية تتميز بالقدرة ً العالية على تقدير الأمور واستشراف أهميتها، مؤكدا أنه لم يغب عن الساحة طوال مسيرته السياسية الممتدة رغم أنه تحمل مسئولية العمل العام منذ ريعان شبابه، متسلحا بخبرة كبيرة اكتسبها من قادة الكويت الكبار الذين عاش بينهم، وحكمة بالغة استقاها من حبه للوطن وحرصه على مصلحة الشعب. يمين وقد أدى الشيخ مشعل الأحمد اليمين الدستورية ولياً للعهد بعد أن وافق مجلس الأمة الكويتى على مبايعته بالإجماع بموافق 59 عضواً من أصل الحضور البالغ 59 عضواً. وبحسب المادة رقم 60 من الدستور تنص اليمين الدستورية على: «أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور وقوانين الدولة، وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله، وأصون استقلال الوطن وسلامة أراضيه»، وتمت اليمين الدستورية مشفوعة بعبارة «وأن أكون مخلصا للأمير» الواردة فى المادة 63 من الدستور. وعقب أداء القسم استقبل الشيخ نواف الأحمد، بقصر السيف ولى العهد الشيخ مشعل الاحمد، وقد أعرب أمير الكويت عن تمنياته لولى العهد بالتوفيق والسداد مؤكداً ثقته الكبيرة به لمواصلة مسيرة العطاء فى خدمة الكويت وتحقيق مصالحه. وقد تعهد الشيخ مشعل الأحمد، أن يكون لأمير البلاد، عضدا متينا وناصحا أمينا وأن يكون المواطن المخلص الذى يعمل لازدهار وطنه الراعى لمصالحه المحافظ على وحدته الوطنية. رفعة الوطن وأكد فى كلمته عقب اداء سموه اليمين الدستورية فى جلسة مجلس الأمة الخاصة، سعيه إلى رفعة الوطن وتقدمه متمسكا بالدين الحنيف والثوابت الوطنية الراسخة حريصا كل الحرص على تلبية طموحات وآمال الوطن والمواطنين. ورفع شعار المشاركة الشعبية «عاملاً على إشاعة روح المحبة والتسامح ونبذ الفرقة ساعياً معكم وبكم إلى رسم صورة مشرقة لمستقبلنا تحمل ديمقراطية الاستقرار وتغليب المصلحة الوطنية العليا فى إطار الدستور. استثنائى ومن جانبه، ألقى رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم كلمة قال فيها إن دولة الكويت جددت مرة أخرى طرح مثالها الاستثنائى الرائد ونموذجها التاريخى الراشد وفى جو من التحاب والتواد للانتقال السلس الهادئ لمقاليد الحكم فى البلاد. وأضاف الغانم: نحن شعب يتعاقب حكامه من آل الصباح الكرام على حكمه بتأييده ومبايعته ودعمه مسنودين بميثاقين وثيقين وعقدين متينين عقد الشورى قبل أكثر من أربعمائة عام وعقد الدستور قبل أكثر من ثمانية وخمسين عاماً. ترجمة وقال رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد إن الشيخ نواف الأحمد أمير البلاد أكد التزامه بالدستور والقانون وحرصه على تطبيقه على الجميع وأن لا أحد فوق القانون وأشار إلى أن تزكية الأمير لسمو الشيخ مشعل الأحمد وليا للعهد ترجمة عملية وتجسيدا حيا لإيمانه الصادق بأهمية احترام القانون. وأضاف رئيس الوزراء خلال جلسة مبايعة ولى العهد إننا كدولة الكويت نفخر بإنجاز الانتقال الهادئ والسلس للسلطة وفق أحكام الدستور وإجراءاته خلال أيام معدودة بما يمثله ذلك من شاهد حضارى للممارسة الديمقراطية الواعية المسئولة. أمر أميرى وكان أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد قد أصدر أمرا أميريا بتزكية الشيخ مشعل الأحمد ولياً للعهد، وأُبلغ الأمر الأميرى أمس لمجلس الأمة، ليتم التصويت والمبايعة وأداء اليمين الدستورية فى جلسة برلمانية علنية خاصة. والشيخ مشعل الأحمد قضى عقودا من حياته فى العمل بالجهات الأمنية والعسكرية، الأمر الذى جعله أحد أهم رجال الأمن فى البلاد ومنحه خبرات أمنية كبيرة سخّرها فى الحفاظ على مقدرات البلاد وصيانة أمنها واستقرارها. وكان وزير شؤون الديوان الأميرى الشيخ على الجراح قد صرح فى وقت سابق أمس بأن أسرة آل الصباح الكرام قد باركت تزكية صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، للشيخ مشعل الأحمد وليا للعهد، متمنين لسموه التوفيق والسداد ليواصل عطاءه المعهود فى خدمة الكويت. نائب الحرس وتولى الشيخ مشعل الأحمد منصب نائب رئيس الحرس الوطنى بدرجة وزير منذ 2004، أى منذ 17 عاما، حيث أصدر الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد مرسوما أميريا بتعيينه نائبا لرئيس الحرس الوطنى بدرجة وزير. وبعد صدور المرسوم رقم 12 لسنة 2004 بتعيين الشيخ مشعل الأحمد نائبا لرئيس الحرس الوطنى، كان التصريح الأول له اعتزازه بالثقة السامية التى نالها من القيادة السياسية، وتأكيده أن شعاره دائما وأبداً هو مخافة االله تعالى ثم العمل الوطنى المخلص، وإعطاء الحقوق لأهلها، وعدم تخليه عنها حتى إن تعلق الأمر بمصلحة ابنه، فنصرة المظلوم عنده أولوية، وإن كان من خطأ فتصحيحه لزام عليه. كما طالب ولى العهد الشيخ مشعل الأحمد فى أول تصريح له بعد تسلمه مهام نيابة الحرس الوطنى بمحاسبته شخصيا إن كان هناك خطأ، قائلا: إذا كان هناك خطأ أو اعوجاج، فأبوابى مفتوحة لسماع النصيحة والاطلاع على ذلك الاعوجاج وإصلاحه لما فيه خير الحرس الوطنى ومصلحة الكويت وقال إنه يحب الالتزام والانضباط فى العمل، وطالب بأن تكون هذه سمة جميع من يعمل معه. الحرص التام وخلال مسيرة ولى العهد الشيخ مشعل الأحمد فى الحرس الوطنى ظهر حرصه التام على معالجة كل صغيرة وكبيرة بين أبنائه، حيث أصدر فى مايو 2013 نشرة خاصة عممت على كل القطاعات فى الحرس الوطنى يسمح من خلالها للضباط والأفراد بالتواصل المباشر معه وتلقى أى اقتراحات أو شكاوى على بريده الإلكترونى الشخصى وذلك دون الخضوع للخطوات الروتينية المعروفة وتقديم الكتب والمراجعات العقيمة، وجاء ذلك تأكيداً منه على تعميق الإيجابيات فى العمل المؤسسى. وهدف قرار سمو الشيخ مشعل الأحمد إلى التواصل المباشر مع منتسبى الحرس الوطنى والقضاء على أى مثلبة، ما يؤكد دائما حرصه على تطوير العمل وتطبيق القانون. مجهودات وقدّم مجهودات بارزة فى شتى المجالات العسكرية، كالتعاون التام والعلاقات المشتركة مع باقى المؤسسات العسكرية للمساهمة فى نهضة وتطور الآلة العسكرية وصولا إلى الغاية فى استتباب وحفظ الأمن والاستقرار والمجالات المدنية كالدورات التدريبية التى يستفيد منها الحرس الوطنى فى إطار التعاون الدائم بينه وبين المؤسسات المعنية لاكتساب الخبرات المختلفة فى القطاعات الحيوية ليقدم المساعدة اللازمة وقت الحاجة لها، فضلا عما قدمه الحرس الوطنى من مساعدة فى أوقات الأزمات والكوارث الطبيعية كالفيضانات والسيول وتقديم العون والمساعدة فى عمليات الإنقاذ. وقد استطاع ولى العهد الشيخ مشعل الأحمد خلال مسيرته السياسية أن ينال ثقة وتقديرا عالميين، رسخ فيها صداقات الكويت مع دول عدة، وكان حريصاً على نسج أفضل العلاقات ومتطلعاً دائماً إلى تعزيز آفاق السلام والأمن والتعاون مع جميع الدول، وهو رجل دولة يستلهم المستقبل واضعاً نصب عينيه الكويت وتقدمها بين كل الدول، ومسخراً خبرته الطويلة فى الحرس الوطنى لتثبيت أمن وسيادة الكويت وحفظ قوتها ومركزها بين سائر الدول والأمم.