كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية النقاب عن أن الرئيس المصري محمد مرسي بدأ في اللجوء إلى حلفائه الإسلاميين لمواجهة الحملة الشرسة التي يشنها عليه معارضوه للخروج من أخطر أزمة تواجهه منذ توليه سدة الحكم قبل أشهر قليلة، وللراهنة على قوتهم السياسية للمضي قدما في تحقيق نصر حاسم في الاستفتاء على الدستور الذي يثير الانقسام في صفوف المصريين. وقالت الصحيفة فيما يهتف عشرات الآلاف بسقوطه أو حتى سجنه في اليوم الرابع من الاحتجاجات خارج القصر الرئاسي، اعترف مستشارو الرئيس مرسي وقادة الإخوان بأن لهم قاعدة أساسية من الأنصار الإسلاميين يستطيعون الاعتماد عليها في وقت الأزمات، فالرئيس مرسي يعتقد أنه وجماعة الإخوان يمكن أن يصلوا إلى الاستفتاء على مشروع الدستور السبت المقبل، وأنهم أقوياء بما يكفي لتشويه سمعة المعارضة. وأضافت أن الرئيس مرسي يسعى لإخماد الاحتجاجات والعنف في جميع أنحاء البلاد، عندما قدم تنازلات جديدة لخصومه بفتح الباب أمام احتمال تأجيل الاستفتاء على مشروع الدستور، المقرر في 15 ديسمبر، ولكن زعماء المعارضة مازالوا يصمون آذانهم، مؤكدا أن مطالبهم تبدأ من إصلاح الجمعية التأسيسية نفسها، وقال محمد البرادعي: "لقد اتخذ هذه الخطوات، وآمل أن يستمع لنا". إلا أن الصحيفة قالت إنه في الوقت الذي أعرب فيه مستشارو مرسي عن أملهم في التوصل إلى حل وسط، وتعتزم جماعة الإخوان مواصلة حشد قاعدته الإسلامية، وهي الاستراتيجية التي ظهرت بوضوح بعد خطاب مرسي مساء الخميس، مشيرة إلى أن هذه الاستراتيجية يمكن للمعارضة التغلب عليها بسهولة إذا نشطت وتوحدت. وعن إمكانية نجاح الإخوان في تمرير الاستفتاء، قال فهمي خالد، مؤرخ بالجامعة الأمريكية: "قد يحدث هذا ولكنه سيكون حينها انتصارا أجوف، وسوف تستمر عملية عدم الاستقرار السياسي .. فإذا تمت الموافقة على الاستفتاء يوم 15 ديسمبر.. سوف تكون مصر في حالة من الغليان أكثر مما هو عليه بالفعل الآن".