أثناء الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية، حل الرئيس محمد مرسي ضيفا علي برنامج «ممكن» للإعلامي المتميز خيري رمضان، كواحد من مرشحي الرئاسة وفي هذا الحوار، الذي أعاد الإعلامي إذاعة بعض فقراته بعد كارثة الاتحادية.. سأل رمضان مرسي - وكأنه يقرأ الغيب - ماذا لو خرج عليك الشعب المصري وثار علي حكمك وقال لك: ارحل فماذا ستفعل حينذاك؟ فأجاب مرسي: لأ مستحيل الشعب يخرج عليّ أبدا!! فأصر خيري علي انتزاع إجابة شافية من المرشح الرئاسي فأعاد السؤال، وأمام إصرار المذيع اللحوح أجاب مرسي: «شوف يا سيدي.. كما قلت لك.. الشعب لن يثور ضدي أبدا.. لكن لو خرج الشعب وقاللي ارحل سأرحل فورا، وسأستمع لرأيه لأنني أكتسب شرعيتي من الشعب.. ولن أظل يوما واحدا والشعب غير راض عني!!». فعاد المذيع اللامع وكأنه يقرأ صفحات المستقبل الآتي وسأله: وماذا ستفعل لو خرج عليك الشعب وثار وتدخل الإخوان المسلمون وضربوا المتظاهرين وقتلوهم فماذا ستفعل وقتها؟! فعاد مرسي لمراوغته مرة أخري ورد علي المذيع.. لا.. لا الإخوان لا يمكن يعملوا كده.. فعاد رمضان لعناده وإصراره وسأله: أقول لو.. لو ماذا ستفعل؟ فرد مرسي: استحالة يا أخي الإخوان يعملوا كده.. لكن لو حدث ذلك سأخرج علي الجميع فورا وأفض الاشتباك بين الطرفين، ولن أسمح أبدا بإراقة نقطة دم واحدة!! هذا يا سادة ما قاله مرسي لخيري رمضان.. وهو مسجل بالصوت والصورة، فتعالوا نقارن بين مرسي المرشح وبين مرسي الرئيس فقد شاءت إرادة الله أن يتكرر نفس السيناريو الذي توقعه المذيع المعروف.. بكل حذافيره فالشعب خرج علي الرئيس الإخواني.. بعد أقل من مائة وخمسين يوما فقط من حكمه وقال له ارحل.. قالها الشعب بكل لغات العالم.. بالهتاف والكتابة بعد أن ارتكب مرسي أعظم خطيئة يمكن أن يرتكبها حاكم في تاريخه فقد داس علي القانون والدستور بحذائه، ونصب من نفسه إلها.. لا يحاسب.. ولا يحاكم ولا يسأل عما يفعل أو يتخذ من قرارات فثار الشعب عليه، وخرج الي قصره يطالب بالرحيل.. فماذا كان رد فعل مرسي «الرئيس» والذي وعد به عندما كان مرسي «المرشح» وهو رجل كما نعلم رجل دين.. حافظا للقرآن الكريم.. مطلعا علي السنة النبوية.. ويعلم تماما عقوبة الكذب والكذابين في الإسلام.. الرئيس مرسي .. ما إن أحاط شعبه الثائر بقصره.. وما إن سمع هتافاتهم ترك المكان وتزلزل أركان قصره حتي استدعي ميليشيات جماعته من كل فج عظيم.. فلبوا النداء وجاءوا حاملين السلاح من كل نوع وهجموا علي معتصمي الاتحادية من الشباب الثائر فاعملوا فيهم القتل و الترويع وكسر الأيادي.. كل ذلك ومرسي «الرئيس« يتابع هذه الهجمة التتارية علي أبنائه وشعبه ويري انهار الدم التي سالت دون أن يرمش له جفن.. أو تسقط من عينيه دمعة واحدة.. أو يتدخل لمنع أنصاره من المزيد من القتل والإرهاب.. رغم أنه وعد خيري رمضان باستحالة وقوع ذلك من الإخوان.. وتأكيداته علي أنه سيتدخل فورا في هذه الحالة.. ويمنع حدوث أي اشتباك بين الطرفين!! كل ذلك لم يفعله مرسي وإنما وافق ودبر مع أبناء جماعته لكسر شوكة المعارضين واستئصالهم من الجسد المصري. والآن ماذا نسمي مرسي بعد نكوصه عن كل وعوده.. وعد بإعادة تشكيل التأسيسية ولم يفعل.. وعد بعدم طرح الدستور للاستفتاء إلا إذا حدث توافق كامل عليه.. وعد بحل مشكلات الأمن والوقود والخبز والمرور ولم يفعل شيئا.. وأخيرا والأهم من ذلك انه وعد بالاستجابة لشعبه اذا ثار عليه وقال له ارحل.. فإذا به يصم أذانه ويدعو ميليشياته لسحلهم وقتلهم.. فماذا نسمي الرئيس يا سادة.. أرجوكم أجيبوني.