بدأت الحركة تدب في مكة والمدينة المنورة من جديد، اليوم الأحد، بعد ركود استمر سبعة أشهر مع عودة المعتمرين إليها وذلك بعد أن قررت السلطات السعودية رفع الحظر الذي فرضته على أداء العمرة جزئيا. واعتادت السعودية كل عام استقبال ملايين المسلمين من مختلف أنحاء العالم لأداء شعائر الحج والعمرة، وقد أتاحت المملكة في موسم الحج لأعداد رمزية من الداخل أداء المناسك هذا العام. وقررت السعودية السماح للمواطنين والمقيمين بأداء العمرة اعتبارا من اليوم الأحد بما يعادل ستة آلاف معتمر يوميا، وستفتح المملكة أبوابها للمسلمين من الخارج اعتبارا من أول نوفمبر تشرين الثاني المقبل، وفي العام الماضي زار البلاد 19 مليون مسلم لأداء العمرة. وعندما حل منتصف الليل كان عشرات من المعتمرين المسجلين يقفون والكمامات على وجوههم يستعدون لدخول الحرم في مجموعات صغيرة. وبينما كان المعتمرون يطوفون بالكعبة وقف مسؤولون للإشراف على التزامهم بالتباعد ضمانا لسلامتهم، ولم يعد يسمح للمصلين بلمس الكعبة. واقع جديد: يمثل الحج والعمرة عماد خطة لتنمية حركة السياحة بموجب حملة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع النشاط الاقتصادي في المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم. وكانت الحملة تهدف لزيادة عدد المعتمرين إلى 15 مليونا في 2020 غير أن وباء كورونا عرقل تنفيذ تلك الخطة. كما تهدف الحملة لزيادة العدد إلى 30 مليونا بحلول 2030. وتوضح البيانات الرسمية أن نشاط الحج والعمرة يدر إيرادات تبلغ 12 مليار دولار ينفقها الحجاج والمعتمرون على الإقامة والانتقالات وشراء الهدايا والطعام والرسوم. وفي أواخر يوليو تموز نظمت السعودية الحج لعدد محدود وذلك للمرة الأولى في التاريخ الحديث حيث شارك بضعة آلاف من حجاج الداخل في أداء المناسك بدلا من العدد المعتاد الذي يقارب ثلاثة ملايين حاج. وعلى مقربة من الحرم المكي كانت الفنادق في الأبراج العالية شبه خالية وكانت المراكز التجارية مغلقة قبل ساعات من استئناف العمرة. وكانت عشرات المتاجر والمطاعم مغلقة. ويقدر اقتصاديون أن قطاع الفنادق في مكة قد يخسر ما لا يقل عن 40 في المئة من دخله من الحج والعمرة هذا العام.