حفظ الفرج اللسان من الاعمال التى يحبها الله سبحانه وتعالي أثر الزنا على المجتمع فيه كبيرٌ يورثُ الكثير من الفساد، وهو أثرٌ مدمّر يهدّدُ أركانَ المجتمع ويُسبب ضياعه، لذلك فإنّ الإسلام لم يكتفِ بمنع الزنا وتحريمه، وإنما بتحريم جميع الأسباب التي تُؤدّي إليه، إذ منع التبرّج وتعطّر المرأة وخضوع المرأة للرجال الغرباء بالقول، وغير ذلك مما يُمهد الطريق للوقوع في الزّنا، وبعض أثر الزنا على المجتمع ما يأتي: يُسبب انتشار الأمراض الخطيرة في المجتمع: من أكثر ما يُسبب الزنا للمجتمع أنّه يؤدي للإصابة بالأمراض النفسية والعضوية والاجتماعية، منها الأمراض الخطيرة التي تفتك بالإنسان مثل: مرض الإيدز الذي يُعدّ الزنا سببًا رئيسًا لانتشاره وتفشيه في المجتمعات، مما يُسبب النهاية الوخيمة. يُسبب اضطراب المجتمع وتفككه: الزنا سببٌ رئيس لتفكك الأسر وضياع أبنائها وانحلالها وضياع الحياء فيها، فأصبح أبناؤها كالبهائم ليس لهم هدف سوى إشباع غريزتهم، ويجعل المجتمع فاشلًا وهابطًا ليس فيه همٌ سوى إشباع الغريزة والشهوة الجنسيّة. يجلب الفقر: يُسبّب الزنا ضيق ذات اليد، ودمار المجتمع اقتصاديًا، لأنّ الزاني يُنفق أمواله فيما يُغضب الله، ويترك حقوق أبنائه وأهله ووالديه في أمواله، ولا يكون له همٌ إلّا ان يُنفق المال لإشباع شهواته الجنسية. يفتح الباب للمزيد من الذنوب والمعاصي: الزنا بابٌ لارتكاب معاصٍ أخرى شديدة، فالزنا طريقٌ لشرب الخمر والقتل والسرقة والاغتصاب والمخدّرات وغير ذلك من الذنوب التي تُسبب الهلاك للفرد والمجتمع، وتوقع الفرد في ظلمة المعاصي المهلكة. ينزع الإيمان من القلوب: الزنا سببٌ لنزع الإيمان وزواله من قلوب مرتكبيه، لذلك يجعل المجتمع بلا إيمان، ويُسبب ضعف الوازع الديني، إذ يقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" [3] يعزل أبناء المجتمع عن بعضهم: يُسبّبُ الزنا الانعزال عن الناس، وكره أبناء المجتمع لبعضهم البعض، لأنّ الزاني يشعر بينه وبين نفسه بالعار، فيمتنع عن مجالسة الناس، وهذا يُحدث فجوة كبيرة في المجتمع.