يسأل الكثير من الناس عن حكم الزنا للمتزوج فأجاب الشيخ ناصر ثابت العالم بالاوقاف وقال حكم الزنا للمتزوج حرام، ويجب إقامة حدّ الزاني المحصن عليه، وحدّ الزنا للمتزوج هو الرجم حتى الموت، ويجب تنفيذ الرجم على الفاعل والمفعول به إن كان كلاهما محصنًا، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "اقتلوا الفاعل والمفعول به"[8]. ويجب إقامة حدّ الزنا على الزاني المتنزوج حتى وإن كان شريفًا، والرجم حتّى الموت للمحصن مشروعٌ بإجماع علماء المسلمين، لكن يجب الانتباه إلى أنّ حكم الزنا وحدّه لا يثبت إلّا بأربعة شهداء. كفارة الزنا في الإسلام الزنا ذنبٌ عظيمٌ، وعظم ذنبه أكبر من أن يُكفّر بكفّارة، وقد اتفق جمهور العلماء أنّه لا كفّارة للزنا لأنّه أعظم من أن يُكفّر،[9]. فالزنا من أعظم الكبائر، وقد توعّد الله تعالى الزاني بالعقاب المضاعف يوم القيامة والعذاب المقيم والخلود في جهنّم، وذلك لعظم هذه الفاحشة وسوء عاقبتها، إذ يقول الله تعالى في محكم التنزيل: "وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * ضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا"[10]. وعلى من وقع في الزنا أن يتوب إلى الله تعالى توبةً نصوحة لعلّ الله يقبل منه، ويكون هذا بالإكثار من العمل الصالح وصدق الإيمان، وأن يُقلع عن الذنب تمامًا؛ لأّن التائب عن الذنب كمَن لا ذنب له، لقوله تعالى: "وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى"[11]. والواجب يقتضي أن يتقي المسلم الوقوع في هذه الفاحشة العظيمة، وأن يتجنب كل ما يؤدّي إليها، وأن يُبادر بالتوبة الصادقة، علمًا أنّ إقامة الحد لمرتكب هذه الفاحشة هو نوعٌ من التكفير عن هذا الذنب العظيم، ودائمًا باب التوبة لله مفتوح، بشرط أن تكون التوبة صادقة وخالصة لوجه الله تعالى.