الريح غاضبة منذرة بدأت عصفها ، ضاعت الأحلام بعدما اكتشفنا زيف من حولنا ، هنا فريق يركب الجواد من غير لجام ، وهناك فريق يبحث عن الحلم والفجر المضئ بين الركام ، إلى الهلاك نسير يادرّة الشرق......من ضلّل الشعب فصار الصّبح بطعم الرّدى ؟ هبت رياح الغضب ، هبت من أعماق الصخب أحرقت هشيم الخزى والعار ، هتف الشعب ، نحن قادمون رغم المحن، رغم وعورة الطريق، من وراء جبال الصمود ، لنضئ سماء مصر ، مشهد الميدان أعاد للأذهان ثورة التحرير أعاد البهجة الغائبة ، غرس أزهاره المعطرة ، ليحمى مصر من نسل الشياطين ، ذكرنا بأبطال حطين شهيدا تلو شهيد ، اليوم ننحنى تبجيلا واعزازا للمشهد ، لمن أضاء الليالى السود ، فصاروا فى عيون الدنيا نور ، صاروا أرق وأنضر من زنبقة، سقاها المطر بلا موعد، واليهم نمد اليدا ، ونعتذر، فقد طوانا الضباب فلم نهتد ، يا من جعلتم يناير أحلى أيام العمر ، سيسجل التاريخ نداء المنارة والمئذنة ، تذوقنا دفء الصلاة معا ، لحظة حلمنا بها ، يامن أعدتم الينا الوطن الأبى ،أعدتم الى المحروسة دورا كم توارى بفعل الغباء والكهولة ، لتقفز دول بحجم ضاحية الى الخرائط ، سلام عليك أيها الشهيد فى جنة الخلد ، اهنأ فى جنة تصدح فى رباها الأطيار، تحيطك الواحة والجدول، سأحمل وجهك عبر البرق والسحب، أحتمى فيك ، أضمك ضم البيد ظامئة سنين ، فى عام من الجدب ، سلام عليك، ياضحكتى والدموع تعصرنى، ياواحتى وهجير القفر يعبث بى ، سأمسح دمعتى المتسربة خلف أهداب الفجر، وأطلق حكايتى المسجونة فى عمق الورق، كى يتبدد شعورى بالهزيمة ،أنعم بحريتى ،مصريتى ، تعلمت كيف أتقن أبجدية الرفض ، لن أرحل بعد اليوم ، لن أرحل على متن البحر، وإن عاندنى الدهر ، سوف انسج من خيوط الأمل بسمة ، والى من انتحل صفات الأنبياء، كيف تبدو للعالم الآن ؟ تلوح للحشود كمهرج كبير، فى عرضه الأخير ، لاأحد يرى الخنجر فى يده ،جذبت الشعب للمنحدر ، ثم تذهب للصلاة دون ندم ، تضحك كقاتل محترف، يضغط على الزناد بقلب أسود، كلما أغمضت عينيك، رأيت الضحايا يحومون حولك ، كما تحوم العذارى حول العروس ، تستعد لرمى باقة الزهور ، وشمسا خجلى من دموع المقهورين ، تتبعك الغربان والقراصنة، وإلى العشاء السرى ، يأتيك الدجالون المراؤون يضللونك ، والنار تحت الرماد تستعر ، لكن الوطن لاينام ، عاد مشرقا ونيّرا ، سيظل بوحك يافارس الأوطان ، زادنا من حين الى حين ، لولاك ماأبدعنا شعرا أو نضارا من قصيد ، والى الغد فهنيئا لنا الغد المنتظر