رأت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن رياح الربيع العربي عادت لمصر مرة أخرى، متشككة في قدرة الرئيس "مرسي" على وضع حد لتلك الرياح بعدما امتلأت الميادين بالمتظاهرين، وزاعمة أن الرئيس "مرسي" مصاب بداء التطلع للسلطة المطلقة، لكن مصر لم تعد مثلما كانت في عهدي مبارك والسادات. وقال المحلل الإسرائيلي "تسفي برئيل" - في مقاله بالصحيفة: إنه ليس من الواضح ما إذا كان الرئيس قد قدر جيداً حجم معارضة قرار توسيع صلاحياته، لكن الاحتجاج بات يهدد الآن بالتحول لتمرد، وبناء عليه يتعين على الرئيس "مرسي" اتخاذ خطوات رادعة. ونقل "برئيل" عن الكاتب السياسي عبد الرحمن الراشد ما كتبه في صحيفة الشرق الأوسط بأن "مرسي وضع حدًا للربيع العربي، فقراراته مهمة ومرعبة مثل أحداث الثورة. الرئيس مرسي انتخب كرئيس، ولكنه يمثل السلطتين القضائية والتشريعية. ونقل أيضاً عن الصحفي عمار علي حسن ما كتبه في مقاله بصحيفة الوطن قوله إن "مرسي قدم لنا قنبلة موقوتة مغلفة بحرير ستنفجر في وجهنا". وأشار "برئيل" إلى أن الرئيس "مرسي" لم يقدر حجم معارضة تلك القرارات بشكل جيد، مؤكداً أن قرارات الرئيس "مرسي" أثارت منظومة القضاء حيث أعلن القضاة عن تجميد أنشطة المحاكم ومكتب النائب العام حتى إلغاء القرارات الأخيرة، والميدان عاد للحياة بمظاهرات مؤيدة ومعارضة للرئيس "مرسي"، والمناوشات بين قوات الشرطة والمتظاهرين تجددت بالقاهرة، والمصادمات بين مؤيدي ومعارضي مرسي أفضت إلى سقوط أكثر من 300 مصاب، وقيادات الحركات الليبرالية مثل: محمد البرادعي وعمرو موسى وحمدين صباحي، والذين تنافسوا من قبل على كرسي الرئاسة، يتنافسون مرة أخرى فيما بينهم على توجيه النقد لمرسي. ورأى الكاتب أن الرئيس مرسي في حاجة الآن لاتخاذ خطوات كابحة لكي لا تتطور المظاهرات إلى عصيان وتمرد بعد تجدد العنف بين الشرطة والمتظاهرين والمؤيدين والمعارضين، وهو الأمر الذي قد يخرج عن السيطرة، مشيراً إلى أن مصر التي تدار بدون برلمان منذ الإعلان عن حل البرلمان تستخدم ميدان التحرير كبرلمان للشعب الذي يوضح للنظام القيود المفروضة على قوته ونفوذه، زاعماً أن الرئيس "مرسي" ربما يكون مصابا بداء التطلع للسلطة المطلقة، لكن مصر لم تعد مثلما كانت في عهدي مبارك والسادات.