مع استمرار البحث عن المفقودين تحت الأنقاض جراء الإنفجار الذي وقع في مرفأ بيروت وهز العاصمة اللبنانية بأكملها، مساء الثلاثاء، تم العثور علي جثة الشهيدة "سحرجورج فارس" إحدي أعضاء فريق الإطفاء اللبناني، تحت الردم بعد ساعات من الإنفجار. اقرأ أيضًا..على غِرار أحداث 11 سبتمبر.. انفجار بيروت يُفزع لبنان فبحسب ما ذكرت وسائل إعلام لبنانية قد توجّه فريق من فوج الإطفاء اللبناني على متن آليّتين إلى المرفأ للعمل على إطفاء حريق اندلع في أحد العنابر، ولكن القدر لم يمهل الفريق، وفور وصوله ضرب الإنفجار الهائل الذي اختفى على أثره الفريق والآليتان. فريق الإطفاء اللبناني و يشار إلى أن نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي قد تداولوا الصورة الأخيرة لفريق إطفاء بيروت الذي فُقد في انفجار بيروت الدامي، قبل ساعات، حيث فقد فوج إطفاء بيروت، 10 عناصر كانوا قد وصلوا إلى مرفأ بيروت قبل دقائق من الانفجار الثاني المدمّر، وبالرغم من صعوبة المهمة، إلا أن آخر صورة كانت تجمع عناصر فريق الإطفاء ، ظهروا فيها والإبتسامات على وجوههم. موضوعات ذات صلة..انفجار بيروت ليس الأول .. 8 كوارث تسببت فيها نترات الأمونيوم عبر التاريخ اللحظات الأخيرة للشهيدة المسعفة سحر فارس من ناحية أخري، روى الشاب اللبناني جيلبير قرعان خطيب الشهيدة المسعفة سحر فارس اللحظات الأخيرة التي عاشتها، موضحًا أنّها كانت على تواصل معه عبر مكالمة فيديو من المرفأ، مشيراً إلى أنّها بدأت بالركض عندما دوى الإنفجار الأول قبل أن ينقطع الاتصال. ونعي جيلبير قرعان خطيبته الشهيدة المُسغفة سحر فارس ابنة منطقة القاع اللبنانية، بكلمات مؤثرة من خلال منشور له عبرحسابه الشخصي علي موقع تبادل الصور والفيديوهات انستجرام قائلًا: "عروستي الحلوة كان عرسنا ب 6-6-2021 عم تزبطي بيتك على ذوقك ونجيب غراض ونحضر، انت ترقيتي بسرعة بالفوج وصرتي شهيدة برتبة وطن، عرسك بطل ب 6-6-2-21 صار بكرا يا عيوني. كلشي كان بدك ياه حايكون موجود الا شوفتي فيكي بالفستان الأبيض". اقرأ أيضًا..جمر تحت رماد بمرفأ بيروت .. تنبؤات ميشيل حايك تتحقق وأضاف في رثائه لها: "كسرتيلي ضهري يا روحي حرقتيلي قلب قلبي راحت طعمة الحياة مع غيابك عني. الله يحرق قلبو يلي حرمني منك ومن ضحكتك ومن حنيتك يا روحي انتي . بحبك وحا ضل حبك حتى صير معك ونكفي مشوارنا". ولقي المنشور العديد من التعليقات و ردود الفعل الحزينة والمتعاطفة مع جيلبير تأثرًا بكلماته التي يُرثي بها خطيبته و يودعها فيها الوداع الأخير، وحزنًا علي مصيرهما الذي لاقوه جراء انفجار بيروت المُفزع، كما قام كثيرون بإعادة نشر المنشور وصورة الشهيدة سحر فارس. جنازة تقشعر لها الأبدان وتداولت مواقع التواصل الإجتماعي فيديو مؤثر من تشييع بلدة القاع لجثمان الشهيدة المسعفة سحر فارس، التي زُفت عروساً على أكتاف رفاقها وأهلها وأحبائها، والذي أظهر خطيبها وهو في حالة انهيار تام، محاولاً التقاط التابوت بيديه في لمسة وداعية أخيرة. هيك عروسة بيروت نزفّت... مش بالفستان الأبيض عريسها شافها.. وصلت لعنده بالتابوت... سحر فارس شهيدة الدفاع المدني. شهيدة #لبنان... #تفجير_بيروت pic.twitter.com/U9IXklpYT3 — alia awada (@AlyaAwada) August 6, 2020 وقد اقيم لها استقبال حاشد في بلدتها حيث نثر الأرز والورود على النعش كما استوقف الموكب على مفرق بلدة رأس بعلبك وعزفت لها موسيقى كشاف الجراح نشيد الموت، كما أقيمت لها جنازة في كنيسة مار جرجس بالقاع ترأسه راعي أبرشية بعلبك الهرمل للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال يعاونه لفيف من الكهنة وحضر ممثل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والنائب أنطوان حبشي. ثم كانت كلمة للمطران رحال بعد الإنجيل والتي نعي فيها الشهيدة سحر فارس قائلاً: "إن الموت بهذه الطريقة جريمة نستنكرها ونطالب بتحقيق شفاف ومحاسبة كل من هو مسؤول عن هذه الجريمة، ولن نسامح ولن نغفر هذا التسيب وهذا الإهمال"، خاتمًا أن "لبنان يجب أن يكون وطنًا للجميع وليس مزارع للمسؤولين". تكريم الشهيدة المسعفة سحر فارس وفي لفتة إنسانية مؤثرة، أطلق رئيس البلدية بشير مطر اسم الشهيدة سحر على الملعب البلدي في القاع، ثم رُفع النعش على الأكتاف ، واخترق شوارع البلدة حتى مثواها الأخير في جبانة البلدة. والجدير بالذكر أن أعمال البحث لا تزال مستمرّة عن العناصر الآخرين وغيرهم من الأشخاص الذين كانوا في مرفأ بيروت لحظة الإنفجار الثاني، الذي خلف 135 قتيلاً و5000 جريح حتي الآن.
