لا أحد يختلف على الإطلاق فى أن المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس حزب الوفد من الشخصيات المصرية الوطنية التى تتمتع بذكاء سياسى خارق، ولديه قدرة بالغة على استشراف المستقبل بشكل أكثر من رائع. وقد تمثل ذلك فى العديد من المواقف السياسية التى تدعم فكر الدولة الوطنية، ومنذ تولى رئاسة حزب الوفد وهو يسير على نهج الزعماء الكبار خالدى الذكر سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين. والشارع السياسى يُجمع على أن «أبوشقة» يتمتع بذكاء سياسى منقطع النظير، ومؤخراً اتخذ موقفاً سياسياً رائعاً فى انتخابات مجلس الشيوخ التى تجرى وقائعها حالياً. فقد دفع «أبوشقة» فى انتخابات «الشيوخ» على المقاعد الفردية ب24 مرشحاً يمثلون حزب الوفد، على أساس يتسم بالدراسة العميقة والذكاء السياسى البالغ، ما يؤكد على وطنية الرجل وحرصه الشديد على أن الوفد قادر برجاله على خوض هذه الانتخابات بجدارة فائقة، ورغم أن هناك أصواتاً كانت تريد إثناء «أبوشقة» عن قراره، إلا أن «أبوشقة» دفع بمرشحى الوفد فى المقاعد الفردية، بعد دراسة بالغة وحكمة شديدة تؤكد بعد نظره السياسى، وقدرته على اختيار مرشحين وفديين لهم باعهم السياسى وبما يتوافق مع طبيعة عمل مجلس الشيوخ الذى يمثل الغرفة الثانية للبرلمان المصرى بعد مجلس النواب. فاختيار رئيس الوفد للمرشحين على المقاعد الفردية فى انتخابات الشيوخ جاء متسقاً تماماً مع طبيعة عمل الشيوخ، إثراء فكرياً وسياسياً، والمعروف أن الشيوخ له طبيعة خاصة جداً تختلف عن النواب، وتحتاج إلى نواب يتمتعون بخبرة وفكر سياسى عالٍ، إضافة إلى تخصصات علمية دقيقة فى كل المجالات المختلفة. بنظرة خاطفة إلى المرشحين الذين تم اختيارهم على المقاعد الفردية ودفع بهم أبوشقة لخوض الانتخابات عن حزب الوفد، نجدهم جميعاً من أهل الفكر والتربية السياسية العميقة التى تعلموها فى مدرسة حزب الوفد السياسية، وبشكل يتسم بدراسة مستفيضة وذكاء سياسى بالغ تعودناه من «أبوشقة» القيمة والقامة الفكرية والسياسية وبخبرة رجل القانون الدارس والممارس للمناهج السياسية المختلفة. ورغم أن الترشيح يتم على نطاق واسع وهو نطاق المحافظة، إلا أن اختيار رئيس حزب الوفد للمرشحين جاء موفقاً، بما يتوافق مع رؤية مصر الوطنية، ويكشف عن الذكاء السياسى الخطير فى هذا الشأن. ومن بين الوجوه المرشحة الدكتورة منى مكرم عبيد فى القاهرة، وهى أستاذ جامعى ولها ثقلها السياسى العريق، فهى من أسرة وفدية عريقة جداً، ولا أحد ينكر أو يخطئ أباها مكرم عبيد، هذا القطب الوفدى الكبير وتلك الشخصية الوطنية التى كانت لها جولات وصولات فى تاريخ مصر الوطنى، ثم هى أيضاً قد نشأت وترعرعت فى بيت الأمة، إضافة إلى سابق خبراتها الوطنية فى مجلسى الشعب والشورى السابقين.. منى مكرم عبيد هى كذلك ممثلة للإخوة والأشقاء الأقباط وهى أحد الرموز الوطنية داخل الأسرة القبطية. هى أحد الرموز التى تعبر حقيقة عن شعار الوحدة الوطنية، «الهلال الذى يعانق الصليب».. ثم إنها امرأة مصرية تجسد تاريخ النضال الوطنى المصرى، منذ ثورة 1919 حتى 30 يونيه، هى رمز لحزب الوفد العريق الذى تصل سمعته آفاق الداخل والخارج، هى استمرار للدفاع عن حقوق المرأة وتمكينها وتوليها مسئولية القيادة فى كل المواقع، وهى رمز لتجسيد رؤية القيادة السياسية فى أهمية تمكين وتولى المرأة المسئولية، على اعتبار أن المرأة المصرية لا تقل قدرة وكفاءة عن الرجل، ولها كل الحقوق كاملة فى تولى المناصب، ولذلك لم يكن غريباً أن يختار «أبوشقة» هذه السيدة المصرية الوطنية مرشحة لحزب الوفد فى القاهرة، والمعروف أيضاً أن «أبوشقة» له موقف معلن من ذى قبل فى مسألة اختيار المرأة قاضية، وهو تأييده الكامل لأن تتولى المرأة القضاء لأنها لا تقل عن الرجل فى هذا الشأن. أليس ما فعله «أبوشقة» فى اختيار المرشحين يتمتع بذكاء خارق ورؤية مستقبلية واضحة المعالم، ومن بين المرشحين أيضاً المستشار محمد ذكرى وهو رجل قانون، وله باع طويل فى المحاكم الاقتصادية، وله أدوار وطنية رائعة فى مساندة الدولة المصرية، إضافة إلى تمتعه بخبرة قانونية واسعة تشهد بها الأوساط القانونية. فقد شغل الرجل مواقع قانونية مهمة، عندما تولى رئيس الاستئناف بمحكمة استئناف القاهرة ورئيس المجموعة التجارية والاقتصادية بنيابة النقض، ورئيس الدائرة الاستئنافية الأولى بمحكمة القاهرة الاقتصادية وعضو الأمانة الفنية للجنة تسوية منازعات عقود الاستثمار بمجلس الوزراء. ومن بين المرشحين أيضاً شاذلى القرباوى عن دائرة البحر الأحمر وحلايب وشلاتين، لما لهذه الدائرة من أهمية سياسية كبرى، وهو من أسرة وفدية كبيرة لها باع كبير فى العمل العام بمحافظة البحر الأحمر، وكان أصغر وكيل مجلس محلى محافظة فى السابق، ومن بين المرشحين شابان هما الدكتور أيمن محسب ومحمد الكردى، وهما من الشخصيات الوفدية الشابة الواعدة التى لها ثقل سياسى واضح فى أمور كثيرة وخبرتهما فى العمل العام لا تخفى على أحد، وكذلك باقى المرشحين الفرديين الذين سأتناولهم لاحقاً، الذين جاء اختيارهم لخوض سباق انتخابات الشيوخ ممثلين عن حزب الوفد بعناية فائقة وبدراسة متأنية وبذكاء سياسى بارع قام به «أبوشقة». وللحديث بقية [email protected]