شهدت إحصاءات وأرقام إصابات ووفيات كورونا فى مصر تراجعًا نسبيًا ما كان سبباً فى اطمئنان البعض من ناحية والإصرار على استكمال العمل بالإجراءات الاحترازية والوقائية من ناحية أخرى. ويرجع انخفاض الإصابات بفيروس كورونا إلى عدة أسباب أولها أن وزارة الصحة أصبح لديها خبرة كبيرة فى التشخيص والعلاج لفيروس كورونا بالإضافة إلى التوسع فى التحاليل وعدم الاعتماد على PCR كدليل الإصابة بل تم إضافة تحاليل مثل صورة الدم الكاملة، والأشعة المقطعية، كما أنه تم توفير فكرة العزل المنزلى للحالات البسيطة والمتوسطة التى لا تظهر عليها أعراض وهو ما ساهم فى الشفاء كما أن هناك حالة كبيرة من الوعى سادت بين المواطنين ما قلل من انتشار العدوى. ويقول الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة العالم فى صراع مستمر مع فيروس كوفيد 19 وهناك سباق محموم لسرعة إنتاج تطعيم ضد الكورونا وأعلن أن هناك 140 تطعيما فى مراحل التجارب منها 23 تطعيما فى طور التجارب السريرية وأربعة لقاحات مصرية فى الطريق وسجل العالم أول مليون إصابة فى 3 شهور وأخر مليون إصابة فى 100 ساعة فقط وأمريكا المتضرر الأول من كورونا وحدث انهيار غير متوقع فى المنظومة الصحية أمام فيروس كورونا فى الولاياتالمتحدة التى تسجل حاليا 77 ألف إصابة جديدة فى اليوم الواحد، وهناك انخفاض 15 سنة فى متوسط مستوى العمر فى الإصابات فى أمريكا حاليا وهذا يهدد الشباب والأطفال والذين ربما تكون أعراضهم أخف من المتقدمين فى العمر لكنهم يهددون المجتمع بزيادة معدلات انتشار الفيروس وهناك ميل لعدم استخدام الكمامة فى الشارع الأمريكى والبعض هناك يراها ضد فتح الاقتصاد والبعض جعلها رمزا سياسيا، فالرئيس الأمريكى يرفض استخدام الكمامة والملايين يقلدونه وهناك مظاهرات ضد الكمامة فى أكثر من ولاية أمريكية والفيروس أصبح شديد الانتشار عالميا ولكن انخفضت قوته العدوانية وقلت حدته ومضاعفاته وقلت الحاجة للاحتجاز فى المستشفيات والدخول فى وحدات العناية المركزة والحاجة للتنفس الصناعى ومعدل الوفيات. وينصح الدكتور مجدى بدران بأنه لحين توفر تطعيم فعال ضد الكورونا فى مصر وخارجا بضرورة الالتزام بالكمامة وغسل الأيدى والتباعد الاجتماعى وعدم التزاحم فى المصايف والحد من الزيارات. وعن الموجة الثانية لفيروس كورونا أكد الدكتور مجدى بدران بأن العالم ما زال فى الموجة الأولى للفيروس وربما يسترد فيروس كوفيد 19 عافيته فى الشتاء أو يطور نفسه أو يتحالف مع فيروس الأنفلونزا الذى يقتل 500 ألف من البشر كل عام والوضع فى مصر جيد جدا وعلى كل مواطن الحفاظ على هذا الوضع الجيد. وعن أسباب النجاح المصرى فى مواجهة فيروس كورونا مقارنة بأمريكا والمقاييس العالمية أكد الدكتور مجدى بدران بأن تراجع فيروس كورونا لم يكن صدفة بل لعدة أسباب منها القيادة السياسية كانت سباقة فى المبادرات بالإجراءات الاحترازية تحسبا للكورونا مبكرا ومبادرة 100 مليون صحة قطعت الطريق أمام الكورونا باكتشاف وعلاج الأمراض المزمنة التى تبين بعد ذلك أن الفيروس يستهدفها وأن 95% من وفيات فيروس كوفيد 19 بسبب الأمراض المزمنة وهاتان الخطوتان منعتا فيروس كورونا من انتهاج السيناريو الأمريكى فى مصر والسبب الثانى الدور الوطنى للإعلام المصرى فى توعية المواطنين وزيادة الجرعات التوعوية التحذيرية فى أوقات زيادة أعداد الإصابات والوفيات وحظر الشيشة وإغلاق المقاهى والكافيتريات الذى ساهم فى خفض معدلات التدخين وحمى ملايين المصريين من سموم التدخين السلبى وفوت على فيروس كورونا التحالف مع التبغ ضد المصريين ومن الأسباب أيضا توفير الدولة المصرية 370 مستشفى والمدن الجامعية والمستشفيات العسكرية الميدانية للعزل التى حمت مصر من انهيار المنظومة الصحية عكس ما حدث فى أوروبا وأمريكا وانتقاء الأدوية البسيطة الفعالة والآمنة المتاحة ونجاح بروتوكولات العلاج المصرية فى علاج المصابين وخفض معدلات الوفيات وارتفاع معدلات الشفاء وتفاعل المصريين بتناول الأغذية لتعزيز المناعة ونجاح استراتيجية العزل المنزلى للحالات البسيطة والمتوسطة مما قلل من دوران فيروس كورونا فى المجتمع. ونحذر من الاستهتار بتعاليم الوقاية والاستهانة بالفيروس.
