"بسبب تداعيات كورونا".. جملة لحقت كثير من الأحاديث منذ شهر مارس الماضي، ففي الوقت الذي أُصدِرت فيه قرارات بالغلق والإيقاف لحين انتهاء الجائحة، هناك كثير من المهن التي أصابها الضرر وأوشكت على الانتهاء تمامًا، وبالرغم من قرارات الفتح وبدء عودة الحياة إلى طبيعتها بشكل نسبي، إلا أن هذه المهن لم تتمكن من العودة مجددًا، ولعل العاملين في مجال "الفِراشة" أحد النماذج التي تضررت بشكل كُلي ولم يعلم أصحابها متى سيتعافون من هذه الأزمة؟ فبعدما كانت محال "الفِراشة" شريك أساسي في المناسبات السعيدة منها والحزينة، أصبحت الآن خاوية لا يسكنها سوى دفاتر ل "حجوزات" تم إلغاؤها، ونماذج لكراسي و"ترابيزات" تكسوها الأتربة، وبالطبع أصحابها الذين لم يملكوا من الأمر شيء، وينتظرون الانفراجة. "احنا عاملين زي العريس إللي اتضرب بالنار وهو طالع الكوشة" هكذا بدأ الحاج "إبراهيم رضا" حديثه ل"بوابة الوفد" عن حالة الوقوف المفاجئة لعمل محال الفِراشة بعد أزمة كورونا، وقال إنه العمل توقف تمامًا منذ منتصف مارس الماضي وحتى الآن، بالإضافة إلى إلغاء بعض "الحجوزات" الخاصة بتنظيم مؤتمرات كان من المفترض أن تقام بنهاية مارس الماضي، واسترد أصحابها أموالهم الخاصة بمقدم الحجز. "بقالنا 4 شهور مدخلناش حتى 1000 جنيه" قالها الحاج "إبراهيم" وأوضح أن جميع العاملين في مجال الفراشة مثل "الكهربائي" و "الجرسون" وغيرهم تضرروا بسبب الكورونا، ومعظمهم تقدم بطلبات لصرف إعانة للعمالة غير المنتظمة، وأضاف أنه عرض محله للبيع منذ بضعة أيام على الرغم من كونه أحد أقدم محال الفراشة بحي العجوزة ويعود تأسيسه إلى عام 1966، ولكن ما حدث نتيجة أزمة كورونا جعل استكمال العمل أمر مستحيل. "المهنة كانت في الإنعاش وجت كورونا قضت عليها خالص" هكذا وصف الحاج "إبراهيم" ما فعلته أزمة كورونا بالمهنة، مؤكدًا أن شهر رمضان كان الموسم الخاص بالعاملين بالفراشة، خاصة أنه يشتهر بالعزومات الكبيرة والموائد، وأضاف "أنا كنت بعمل إحلال وتجديد للعدة بتاعتي بعد شهر رمضان، لأن المكسب من الموسم كان بيتقسم جزء للبيت وجزء لتجديد العدة، السنة دي مش عارف حتى أجدد العدة"، موضحًا أن الخوف من انتقال العدوى وفرض الغرامات على "الفراشين" أثناء فترة الحظر، جعله يرفض عدد قليل جدًا من المناسبات التي طٌلب منه تجهيز فراشتها. وبنبرة تحمل قدر من الواقعية وقلة الحيلة قال "المهنة في طريقها للزوال والناس بيتها اتخرب" موضحًا أن دور المناسبات وقاعات الأفراح أثرت على عمل محال الفراشة، وبعد أزمة كورونا أصبح العمل شبه مستحيل، وأضاف "إدونا السبيل واحنا نشتغل" فأنا على استعداد لتعقيم العدة ولكن الناس أصبحت تخشى إقامة المناسبات حتى في المنزل، ولم يعد هناك معازيم بالشكل المتعارف عليه، مجرد 10 أو 15 شخص فقط. هذه هي حكاية الحاج "إبراهيم" التي تعتبر واحدة من ضمن حكايات كثيرة عن المهنة المتضررة من أزمة كورونا