الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم من صفات الصالحين وبيّن أهل العلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اعتمر أربع مرات، حيث كانت أولها عمرة الحديبية في العام السادس للهجرة، والثانية عمرة القضاء في العام السابع للهجرة، والثالثة عمرة الجعرانة في العام الثامن للهجرة، والرابعة كانت مع حجة الوداع، واستدلوا على قولهم بما رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه ذكر عدد عمرات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلاً: (اعْتَمَرَ أرْبَعَ عُمَرٍ في ذِي القَعْدَةِ، إلَّا الَّتي اعْتَمَرَ مع حَجَّتِهِ عُمْرَتَهُ مِنَ الحُدَيْبِيَةِ، ومِنَ العَامِ المُقْبِلِ ومِنَ الجِعْرَانَةِ، حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ، وعُمْرَةً مع حَجَّتِهِ). وقد ذكر ابن القيم -رحمه الله- أن كل عمرات النبي -عليه الصلاة والسلام- كانت في شهر ذي القعدة، ووضّح الإمام النووي -رحمه الله- أن سبب اختيار النبي -عليه الصلاة والسلام- العمرة في شهر ذي القعدة يرجع إلى فضيلة الشهر، إضافة إلى مخالفة المشركين في الجاهلية، حيث كانوا يعدّون العمرة في ذي القعدة من أفجر الفجور، ومن الجدير بالذكر أن المشركين صدّوا النبي -عليه الصلاة والسلام- عن البيت الحرام في عمرة الحديبية، فنحر الهدي في منطقة الحديبية، وحلق هو والصحابة رضي الله عنهم، رؤوسهم وحلّوا من إحرامهم، وفي العام التالي كانت عمرة القضية، حيث دخل مكة وأتم عمرته في ثلاثة أيام، ثم رجع إلى المدينةالمنورة، ثم كانت عمرته التي قرَنها مع حجة الوداع، والأخيرة كانت بعد أن رجع من حنين، فدخل مكة من الجعرانة واعتمر.