تسير وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بخطى متسارعة تسابق الزمن للانتهاء من مشروع مصر الرقمية الذى وصفه الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بأنه نقلة نوعية فى الخدمات التى تقدمها الحكومة للمواطن وكانت تكبده مشقة وعناء السعى هنا وهناك للحصول على خدمة تتطلب منه فى بعض الأحيان إجازة من عمله. فيديو.. وزير الاتصالات: الراوتر سبب بطء الإنترنت تعد الخدمات الحكومية المرقمنة جزءاً من المشروع الحلم وهو مصر الرقمية، لكنه محور أساسى جدًا لأنه سيوفر على المواطن الذهاب لأكثر من جهة للحصول على الخدمة، ويستطيع أن يحصل عليها بكبسة زر كما يقولون عن طريق الإنترنت، مما يساعد فى القضاء على الفساد، والازدحام المرورى والتكدس فى المصالح الحكومية، خصوصًا فى ظل التعايش مع فيروس كورونا المستجد. أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن التحول الرقمى أصبح مسألة حتمية وتعمل لتحقيقها كل عناصر المنظومة الرقمية فى مصر، مشيرًا إلى تضافر جهود المجتمع الرقمى من الحكومة إلى القطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدنى، ومراكز التدريب والتعليم التقنى، والمهنيين المستقلين، والشركات الناشئة لبناء مصر الرقمية. قال طلعت خلال مشاركته فى حوارات «صوت مصر- تغيير الواقع» Narrative Summit- Reshaping Norms والتى تستضيفها قمة «صوت مصر» على منصات التواصل الاجتماعى الخاصة بها، إن أحد العناصر المهمة لمصر الرقمية هو تقديم الخدمات الحكومية المرقمنة، ورغبة المواطنين فى الحصول على هذه الخدمات دون عناء الذهاب إلى منافذ تقديمها، خصوصًا وقد تعاظمت أهميتها مع وباء فيروس كورونا. أوضح طلعت أن الدولة بدأت فى عام 2019 بمشروع تجريبى لتقديم الخدمات الحكومية الرقمية فى محافظة بورسعيد، وخلال الشهر الجارى سيتم إطلاق العديد من الخدمات الأخرى. أضاف وزير الاتصالات أنه سيتم طرح أكثر من حزمة من الخدمات فى أنحاء الجمهورية كافة، منها خدمات المرور وتجديد تراخيص المركبات بالتعاون مع النيابة العامة ووزارة الداخلية، واستخراج وتجديد بطاقات التموين والخدمات المتعلقة بها بالتعاون مع وزارة التموين، ورفع الدعاوى القضائية وخدمات التوثيق بالتعاون مع وزارة العدل، ثم خدمات الاستثمار بالتعاون مع الهيئة العامة الاستثمار. أشار طلعت إلى أن المواطن يمكن أن يحصل على تلك الخدمات بطرق متعددة تناسب أطياف المجتمع كافة، مؤكدًا أنه سيتم تزويد العاملين بهيئة البريد والهيئات الأخرى بأجهزة ومعدات التوقيع الإلكترونى فيما يعد هذا التطوير أول تفعيل حقيقى لقانون التوقيع الإلكترونى الذى صدر منذ 2004. قال وزير الاتصالات إن مصر الرقمية نقلة نوعية فى الخدمات التى تقدمها الدولة للمواطن، لافتًا إلى أن هذا المشروع الضخم سيكتمل خلال عامين، وسيتم ربط المبانى الحكومية بشبكة ألياف ضوئية. كما أوضح أن مصر نفذت فى عام 2019 مشروعاً طموحاً لرفع كفاءة الشبكات والبنية التحتية التكنولوجية، ليصل متوسط سرعة الإنترنت الثابت فى يناير 2020 إلى 30.3 ميجابت/ثانية بما يوازى أكثر من 6 أضعاف متوسط السرعة فى أواخر عام 2018، ليرتفع بذلك ترتيب مصر إلى المركز الثانى بين 43 دولة أفريقية. تابع وزير الاتصالات أنه لولا ما تم من جهد لرفع كفاءة البنية التحتية التكنولوجية فى 2019 ما كان للشبكات أن تستوعب الأحمال التى نتجت عن تنامى أنماط استخدام المواطنين لخدمات الاتصالات خلال أزمة كورونا. أكد طلعت أن عدد ساعات ذروة الاستخدام ارتفع من 7 إلى 15 ساعة فى اليوم، وزادت الأحمال بنسبة 99%، مشيرًا إلى أن وزارة الاتصالات تعمل الآن على تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع رفع كفاءة الشبكات والبنية التحتية التكنولوجية. وحول جهود الوزارة فى مواجهة أزمة كورونا، أشار وزير الاتصالات إلى مجموعة من المبادرات تم تنفيذها لتشجيع المواطنين على المكوث فى منازلهم أطول فترة ممكنة مثل مبادرة توفير 20% سعة تنزيل مجانية لكل مشتركى الإنترنت الثابت فى مصر بتكلفة 200 مليون جنيه تحملتها الدولة، وإتاحة كل المواقع التعليمية التى حددتها وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالى مجاناً للطلبة لكى يستكملوا تحصيل دروسهم. أوضح أنه لتحفيز المواطنين على استخدام وسائل الدفع الرقمية - لأن أوراق النقد تعد من الوسائط الناقلة للعدوى - تم طرح مبادرة لتوفير 30 ضعف الرصيد المشحون فى حالة الشحن باستخدام الوسائل الرقمية. أشار أيضًا إلى التعاون مع وزارة الصحة لتوفير أكثر من 450 مقعداً فى مراكز الاتصال لمتابعة الخط الساخن الخاص بوزارة الصحة، كما أطلقت الشركة المصرية للاتصالات منصة لتقديم مليون استشارة طبية مجانية من الأطباء للمواطنين حول الأعراض المرضية وكيفية الوقاية منه. ولفت إلى تنظيم صرف مكافأة العمالة غير المنتظمة عن طريق مكاتب البريد بواسطة استخدام التكنولوجيا فى التواصل مع المواطنين لإعلامهم بمواعيد وأماكن الصرف حتى لا ينتج عن ذلك تكدس يسبب خطر فى نقل العدوى. كما كشف عن سبل تمكين الشباب فى ظل ظروف الوباء الصعبة، مشيرًا إلى مبادرة «شغلك من بيتك» لتدريب الشباب على تقنيات العمل الحُر وكيفية التواصل مع العملاء حول العالم عبر المنصات الرقمية للمهنيين المستقلين أو freelancing لإيجاد فرص عمل فى مجال التكنولوجيات الرقمية، فضلاً عن مبادرة بالتعاون مع بنك ناصر لتوفير قروض للشباب لاقتناء حاسب شخصى بفائدة منخفضة. وحول رؤيته للواقع الجديد الذى فرضه فيروس كورونا، قال طلعت إن الأزمة دفعت جهود الوزارة للتوسع فى تقديم فرص التعلم والتدريب الرقمى، وسلط الضوء على مبادرة «مستقبلنا رقمى» لتدريب 100 ألف شاب على تخصصات يتطلبها سوق العمل المحلى والعالمى فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. أضاف أن هذه المسارات التدريبية المتخصصة تركز على تصميم وبناء المواقع، وعلوم البيانات وتحليها، وكذلك التسويق الرقمى، موضحًا أنه فى ظرف 4 أسابيع من إطلاق المبادرة سجل بها أكثر من 40 ألف شاب وبدأوا التدريب الخاص بهم، بالتعاون مع شركة Udacity العالمية المتخصصة فى تنمية المهارات التقنية من خلال منصة رقمية. أكد طلعت أن العمل والتدريب ورفع الكفاءة فى فترة التعايش مع الأزمة وبعد زوالها لن يتقيد بحدود أو بقيود جغرافية بل سيعتمد بشكل أساسى على تعظيم الاستفادة من التكنولوجيات الرقمية. يذكر أن قمة صوت مصر حدث سنوى أقيم على مدار الأربع سنوات الماضية كأول منتدى دولى للهوية الوطنية Nation branding فى مصر، ومع الظروف التى فرضها فيروس كورونا، بدأت فى تقديم حلقات على مواقع التواصل الاجتماعى الخاصة بها، تستضيف خلالها الخبراء والمسؤولين لمعرفة تأثير الأزمة الحالية فى خلق واقع جديد فى مصر والعالم.
