رأت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن الدعاوي التي قدمها الإسلاميون ضد الحائز على جائزة نوبل "محمد البرادعي" بسبب تصريحاته التي هاجمهم فيها، تعكس مدى العداء المتصاعد بين العلمانيين مثل "البرادعي"، والإسلاميين الذين يريدون وضع بنود في الدستور تضمن تطبيق الشريعة الإسلامية. وقالت الصحيفة إن دعاوى الإسلاميين وصلت إلى حوالي 40 دعوى ضد محمد البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام، بسبب تصريحاته التي وصفهم فيها بأنهم "مهرجين" و"تجار دين" وهو ما زاد من حدة العداء بين الإسلاميين والعلمانيين قبل أيام قليلة على إصدار النسخة النهائية من أول دستور لمصر الجديدة. وقد دعا البرادعي - المدير العام السابق لوكالة الطاقة الذرية- بعد انتخاب محمد مرسي رئيسًا لمصر في يونيو الماضي مرارًا لحكومة شاملة وجمعية دستورية لتمثيل كل المصريين وليس الإسلاميين فقط، ومن المتوقع أن تنهي الجمعية التأسيسية - التي تتألف من 100 عضو ويهيمن عليه الإسلاميون - الدستور في ديسمبر، وسوف يذهب المصريون بعد ذلك للاستفتاء، والدعاوى القضائية ضد البرادعي هي نفس الأسلوب الذي كان يستخدمه مبارك ضد معارضيه لإسكاتهم بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين. وأوضحت أن الآلاف من أنصار التيار الإسلامي خرجوا إلى الشوارع الجمعة الماضية للمطالبة بدور أكبر للشريعة في الدستور الجديد، وقد أصبح السلفيون أصحاب نفوذ متزايد في مصر الجديدة. ورغم أن المجتمع المصري يفخر بثقافتها التقليدية المعتدلة، دفعت المتشددين للهيمنة منذ انتخاب مرسي، الأمر الذي أدى إلى أن تكون السياسة الخارجية للرئيس على المحك وهو يحاول الحفاظ على علاقات ودية مع الغرب مع الحفاظ على دعم السلفيين، وهناك الكثير من المصريين يشعرون بالقلق من أن الدستور الجديد قد يحد من الحقوق المدنية، وتنظر المحكمة الدستورية العليا في شرعية الجمعية الدستورية، ويمكن أن تحلها إذا وجدت أنها لا تمثل كافة المصريين.