رأى المعارض اليساري الإسرائيلي يوسي بيلين في مقال تحليلي نشره الموقع الإلكتروني للقناة الثانية بتليفزيون إسرائيل "عاروتس 2" أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سينتقم من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو خلال السنوات الأربع القادمة لأن الأخير دعم منافسه الجمهوري ميت رومني وجمع له تبرعات. وأكد الكاتب أن أوباما سيكون خلال الولاية الجديدة أكثر قوة وإصراراً وصرامة وسيجبر نتنياهو على العودة لطاولة المفاوضات. وأضاف بيلين أنه ما من شك أن نتنياهو راهن بشدة على رومني ووصل رهانه إلى ذروته بمنح المرشح الجمهوري الخاسر الفرصة لإحضار 50 من مؤيديه إلى القدس لتنظيم حفل تبرعات هناك، مؤكداً أن هذا شيء غير مسبوق على الإطلاق. وتابع بيلين أن أوباما الغاضب ربما قد خطط بينه وبين نفسه لكافة أشكال سيناريوهات الانتقام من نتنياهو، لاسيما أن هذا يأتي قبل أسابيع معدودة من الانتخابات العامة في إسرائيل، علماً بأنه يدرك جيداً أن معظم الإسرائيليين فضلوا رومني. وأضاف بيلين أن انتقام أوباما من نتنياهو في تلك الفترة سيكون سهلاً للغاية، حيث يكفيه دعوة أحد رجال المعارضة البارزين في إسرائيل لمقابلته في واشنطن بعدما رفض طلب نتنياهو اللقاء في سبتمبر الماضي، ويكفيه أيضاً منح حوار لأحد وسائل الإعلام يلمح فيه عن طبيعة علاقاته مع نتنياهو، كما يكفيه أن يقول صراحة أو عن طريق التسريب للصحف والإعلام إنه يتمنى من حكومة إسرائيل بعد الانتخابات أن تكون أكثر إيجابية حيال المفاوضات مع محمود عباس(أبو مازن) وتجميد البناء في المستوطنات فعلياً. وتوقع بيلين أن يلجأ أوباما لضبط النفس وألا يفعل أي شيء من ذلك، مشيراً إلى أن رئيس الولاياتالمتحدة الذي ينتخب لفترة ولاية ثانية يكون دائماً أكثر قوة، حيث كان كل همه في الولاية الأولى هو الوصول لفترة ولاية ثانية، مؤكداً أن أوباما إذا كان فعلاً عازم على تبرير جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها فعليه أن ينفذ حقاً ما جاء بخطابه الشهير في جامعة القاهرة سنة 2009 في مختلف الموضوعات وأن يعلن صراحة أنه سيدعو رئيس وزراء إسرائيل المنتخب بعد الانتخابات العامة الإسرائيلية ومحمود عباس (أبو مازن) للمشاركة في مؤتمر قمة من أجل السلام بواشنطن، ومن ثم بدون حتى اتخاذ أي موقف دون المرشح المفضل كزعيم إسرائيلي(نتنياهو) يستطيع أوباما تحويل الحوار العام في إسرائيل والتأكيد على أن نتنياهو يهرب من ضرورة إنهاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني كمن يهرب من النار. وأضاف بيلين أن الدوائر المقربة من أوباما منقسمة فيما يتعلق بالانتقام من نتنياهو، مشيراً إلى أن البعض يقترح على أوباما الانتقام من نتنياهو بشكل مباشر فيما ينصحه البعض الآخر بالابتعاد عن فراش مرض الشرق الأوسط وتحويل اهتمامه إلى ساحة أكثر أهمية وهي شرق آسيا. واختتم بيلين مقاله قائلاً إن الشرق الأوسط لا يمكنه انتظار جدول الأعمال المزدحم للدولة العظمى الوحيدة في العالم بينما سوريا تشتعل، ومصر تتعلم كيف يحكمها "الإخوان المسلمين"، والأردن محتاجة بشدة للمساعدات، والصراع الإسرائيلي- الفلسطيني يعرف كيف يذكر الجميع به دائماً عندما ينساه الآخرون.