أكد رئيس وزراء الأردن الدكتور معروف البخيت أن الإصلاح السياسي في المملكة نهج لا رجعة عنه. وقال البخيت، في كلمته الافتتاحية اليوم لأعمال المؤتمر الوطني الأول "ترجمة الرؤى الملكية السامية لدور الشباب في الإصلاح" الذي نظمه المجلس الأعلى للشباب في الأردن: إن الإصلاح السياسي لا يتحقق بنصوص قانونية صماء بل بقيم ومبادئ وأفكار يحددها المجتمع وفق حاجاته ومتطلباته الحقيقية، وإلا سيكون الإصلاح السياسي مجرد أفكار مستوردة ونصوص منسوخة عن قوانين أجنبية. ونوه البخيت إلى أن كتاب التكليف السامي حدد آليات حضارية فاعلة لاستنباط ما يريده المجتمع من الإصلاح السياسي تبدأ بالحوار حول تطوير قانون للانتخاب وآخر للأحزاب وصولا إلى انتخاب برلمان على أسس فكرية وحزبية وطنية أردنية، تفضي إلى تكتلات داخل مجلس النواب، تتنافس بدورها على تشكيل حكومة برلمانية حزبية بمرجعية أردنية، وبذلك تتحقق عناصر الإصلاح الرئيسية. وتابع "إن مجتمعنا ما زال بحاجة إلى برامج تنظم مطالبه وخياراته وفق قنوات حزبية متطورة قادرة على تمثيل طموحات المواطن وتقديم الحلول وتوليد الأفكار الناجعة لكافة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وعلى قاعدة من التنوع والاختلاف الذي يقود إلى التكامل المطلوب". ولفت إلى أن لجنة الحوار الوطني التي تم تشكيلها من ممثلي أطياف المجتمع المدني تشكل فرصة حقيقية لبلوغ تلك الغاية من خلال التوصيات التي سترفعها بعد استكمال الحوار الموسع مع الفعاليات الوطنية والشعبية في أنحاء الأردن ليصار إلى وضعها في إطار تشريعي لإصدار قانون انتخاب توافقي تجرى على أساسه الانتخابات المقبلة. وقال البخيت إن خطاب الدولة الأردنية كان ما زال متقدما، وقادرا على التعامل مع المتغيرات والمستجدات، مضيفا "إن حجم العمل المطلوب كبير جدا لكنه ليس بمستحيل إذا حافظنا جميعا على وحدتنا الوطنية وعلى إرادة الانجاز". وأكد أن الحكومة تحترم المعارضة وتمد يدها للحوار معها على الطاولة لمناقشة جميع القضايا وصولا إلى تفاهمات بشأنها والأطر الزمنية التي تحكم عملية الإصلاح والتطور المنشود في المجالات كافة. وقال إن فهم الحكومة للحوار يأتي من منطلق إيمانها بالهدف الذي نسعى للوصول إليه وما ستكون عليه الحياة السياسية في الأردن خلال الفترة المقبلة من حيث وجود أربعة إلى خمسة أحزاب قوية على أن يقوم الحزب الفائز بأغلبية مجلس النواب بتشكيل الحكومة ويكون الحزب الذي يليه بمثابة حكومة الظل.