ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الجمعة أن انخفاض الطلعات الجوية التي تقوم بها القوات الأمريكية في المناطق النائية بأفغانستان لنقل الأسلحة والمياه والغذاء دفع القوات الأفغانية لإيجاد بديل عن مروحيات الهليكوبتر المتقدمة، وهو ما تمثل في استخدام "الحمير". ورصدت الصحيفة - في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني- وجود مئات الحمير في القواعد العسكرية التي شيدتها القوات الأمريكية بالأقاليم النائية في أفغانستان، ودافعت بشده عنها، لكن غادرتها في نهاية المطاف، معتبرة أن هذا الأمر يؤكد الهوة الواسعة بين قدرات القوتين "الأمريكية والافغانية". ورجحت الصحيفة ضرورة حدوث انحدار كبير في معدلات استخدام التكنولوجيا الحديثة في أفغانستان بمجرد انسحاب القوات الأجنبيه منها بحلول نهاية عام 2014، إلا أنها أشارت إلى عدم رضا القادة الأفغان عما حدث؛ فعقب ما يقرب من عقد كامل على القيام بعمليات مشتركة مع القوات الأمريكية واستخدام أحدث التقنية، يرغب القادة الأفغان في الوصول بجيشهم إلى مستوى أقرب للجيش الأمريكي،وهو الأمر الذي يصعب تحقيقه عمليا. وأوضحت أن الولاياتالمتحدة أنفقت أكثر من 50 مليار دولار أمريكي على قوات الأمن الأفغانية خلال العقد الماضي، حيث استطاعت الانتقال بأفقر جيوش العالم إلى درجة الحداثة من خلال امداده بأحدث المركبات والبنادق، بيد أنه مع بدء العد التنازلي على سحب القوات الأمريكية من هناك، يحدد حاليا المسئولون الأمريكيون القواعد والموارد التي سيتركونها للأفغان وتلك التي سيتم تدميرها أو اعادتها لواشنطن. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المسألة جلبت معها الكثير من اللغط والخلافات بين الجانبين الأمريكي والأفغاني، حيث يرغب المسئولون الأفغان في الاحتفاظ بنظارات الرؤية الليلية والمعدات الثقيلة اللازمة للكشف عن المتفجرات،الأمر الذي يرفضه نظراؤهم الأمريكيون بزعم أن هذه المعدات باهظة الثمن وغير مجدية بالنسبة للأفغان.