اليوم تنعقد أخطر جمعية عمومية غير عادية لاتحاد شاغلى مدينة الخمايل، لوقف مهزلة مخطط تشويه المدينة والتصدى للقرار الذى اتخذه جهاز مشروعات الأراضى بوزارة الداخلية والمعروف باسم «صاد» قلت يوم «الأربعاء» الماضى إن هناك حالة استنكار شديدة من قاطنى المدينة بسبب الخطاب الذى تلقاه اللواء عادل قمر الدولة رئيس اتحاد شاغلى الخمايل من جهاز المشروعات، بشأن موافقة القاطنين على نقل مبانى الخدمات من داخل حدود المرحلة الأولى وتنفيذها خارج الأسوار، وإقامة مبان سكنية على أراضى الخدمات!!!. وقد تلقيت خلال الأيام الماضية شكاوى عديدة من القاطنين احتجاجاً على القرار الذى اتخذه جهاز المشروعات والذى صدر بالجلسة رقم «10» للسنة المالية 2011/2012، وأكد سكان المدينة مقاضاتهم جهاز المشروعات لو أصر على موقفه بتحويل مدينة الخمايل الى «غابة خرسانية» بدون خدمات طبقاً للشروط التى تم البيع فيها من خلال المزاد العلنى.. وأعرب سكان الخمايل عن استيائهم الشديد من تصرف جهاز المشروعات المنوط به الحفاظ على الشكل الجمالى للمدينة، والمنوط به هو التصدى الكامل لأى محاولات تحول جمال المدينة إلى منطقة عشوائية، لأنه من الأسباب الرئيسية التى جعلت الناس تقدم على شراء الشقق أو أراضى الفيلات بهذه المنطقة للطابع المميز لها، فى وقت باعت فيه الداخلية المدينة بأسعار باهظة تعدت بمراحل أسعار مثيلاتها فى مدينتى التحرير وزايد فلماذا تصر الآن على تشويه المدينة التى ستتحول إلى غابة خرسانية فى حالة تنفيذ هذا المخطط؟!!.. يبدو والله أعلم ان هناك أيادى خفية مستفيدة من هذا التشويه خاصة الذين يريدون أن يشوهوا مداخل المدينة بمحلات وكافيهات وما شابه ذلك.. وكنت أتصور أن جهاز المشروعات الذى يعمل فيه خيرة ضباط مصر وعقلاؤها وأعرف منهم الكثيرين يتصدى لهذا الموقف غير الطبيعى، لكن يتضح أن هناك أيادى تلعب فى كل شيء جميل وتريد تشويهه!!! وكما يقول المثل الشعبى «أول الرقص حنجلة»، فإذا ما تم لا قدر الله ونجح جهاز الداخلية فى تنفيذ مخطط نقل الخدمات على أبواب المداخل، فإن باقى الخدمات الأخرى مثل المدارس والمستشفيات لن يتم تنفيذها، وبذلك يضيع الطابع المميز للخمايل وبالتالى لا فرق إذن بينها وبين الإسكان الشعبى، وحتى هذا الأخير يتخلله مشروعات خدمية ولم يجرؤ أحد على إلغائها.. لأن الإقدام على هذه الخطوة يعنى «غابة خرسانية» وعلى سكان المدينة الراغبين فى شراء احتياجاتهم الذهاب إلى خارج المدينة، ولم يفكر أحد فى الأطفال والشيوخ والنساء لأن هناك فرقاً بين أن يخرج هؤلاء لقضاء حوائجهم، وبين أن تكون هذه الخدمات متوفرة بين أيديهم.. وهناك مصيبة أخرى سيتحملها القاطنون من وراء هذا المخطط وهو حساب تكلفة تحويل كابلات الضغط العالى الهوائية إلى كابلات أرضية، سيكون من جيوب قاطنى المدينة، لأن انتزاع موافقة على مخطط التشويه يعنى ضمنياً حساب تكلفة الكابلات إلى أرضيته على حساب سكان المدينة.. والغريب فى الأمر أن الخطاب الوارد من جهاز المشروعات يدعى بهتاناً أن مشروع تشويه المدينة يرفع من شأنها.. فهل هذا منطق؟!.. وفى الحقيقة أن المخطط يهدف الى تحقيق ربحية مالية عالية للجهاز بالدرجة الأولى ولعدد من المستثمرين الذين لا يعنيهم سوى تحقيق أرباح مالية على حساب سكان المدينة، حتى ولو كان ذلك مخالفاً لشروط بيع شقق وأراضى المدينة طبقاً للمزادات العلنية التى تمت فى هذا الإطار. تنفيذ الخدمات على أبواب المدينة وعلى الطريق العام، يعنى أن كل من هب ودب سيأتى إليها، وبذلك تفتقد الخمايل لخصوصية الأمن والأمان بها، ومهما كانت الحراسة على أبواب المدينة، فلن تستطيع أن تمنع أحداً من دخولها وتضييع أهم ميزة فى الخمايل وهى الشعور بالأمان لسكان المدينة ولا أعتقد أن وزارة الداخلية المنوط بها توفير الأمن للناس جميعاً ترضى بأن يكون أحد مشروعاتها بدون أمن!!!.. وأغلب الظن أن جهاز المشروعات بوزارة الداخلية اتخذ هذا القرار بدون دراسة، أو تحليل، أو أنه رضخ لمطلب شخصى من أحد المستثمرين الذين لا يراعون الله فى البشر، ولذلك جاء قرار دعوة اتحاد الشاغلين الى عقد جمعية عمومية غير عادية اليوم لوقف هذه المهزلة. ولذلك أتمنى حضور جميع أعضاء الاتحاد هذه الجمعية لهذا الموقف، وخوفاً من أن يكون صاحب المصلحة فى هذا الشأن قد حشد أتباعه وأنصاره ويصدر قراراً بالموافقة على غير رغبة جميع سكان الخمايل.. بمعنى أوضح قد يكون المستفيد من تشويه الخمايل يستغل عدم مشاركة الأعضاء وينتزع موافقة من أنصاره ويقبح الوجه الجمالى للمدينة، وبعدها لا يملك الغائبون عن هذا الاجتماع المهم سوى الحسرة والندامة على ما سوف تؤل إليه أجمل مدينة فى أكتوبر وزايد.