بكل المقاييس، يستحق حسام البدرى المدير الفنى لفريق الكرة بالنادى الأهلى تقديراً خاصاً من جماهير وإدارة ناديه، بعد أن نجح فى قيادة الفريق الأحمر للوصول إلى الدور النهائى لبطولة دورى أفريقيا لأول مرة منذ 2008 بعد أن فاز الأهلى باللقب على حساب القطن الكاميرونى، رغم كل الظروف الصعبة التى مر بها الأهلى فى الفترة الأخيرة بداية من المشاكل التى تحيط بالإدارة فى ظل الحملة الإعلامية الشرسة ضد حسن حمدى رئيس النادى لخضوعه لتحقيقات لدى جهاز الكسب غير المشروع والمشاكل الصحية لنائبه محمود الخطيب واستقالة خالد مرتجى وصفوان ثابت ورحيل العامرى فاروق لتولى وزارة الرياضة، بالإضافة إلى الأزمات الجماهيرية المتعلقة بالألتراس ورفضه مشاركة الفريق فى النشاط المحلى ودخوله فى مشاكل مع الإدارة وبعض اللاعبين إلى جانب توقف النشاط. الغريب أن كل ما فعله البدرى الذى يتقاضى مبلغاً لا يقارن بما كان يحصله عليه البرتغالى مانويل جوزيه المدير الفنى السابق وكتيبة «العواطلية» البرتغاليين الذين كانوا يعملون معه لم ينل إعجاب أغلب اللاعبين الكبار داخل الفريق الأحمر وبدأوا فى ثورة ثانية ضد البدرى بعد الثورة الأولى التى كانت أحد أسباب رحيله فى 2010. الثورة الجديدة ضد «البدرى» ظهرت بشكل واضح خلال مباراة الفريق الأحمر أمام الترجى التونسى فى ذهاب الدور النهائى لبطولة دورى أبطال أفريقيا، التى انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق، وبدأت من قائد الفريق حسام غالى الذى لا يتعلم من أخطائه على الإطلاق رغم خبرته الطويلة فى ظل مشواره بالدورى الإنجليزى والهولندى والسعودى إلا أنه انفعل على مدربه ورفض مصافحته وألقى شارة الكابتن على الأرض ليحملها وائل جمعة فى مشهد تاه وسط أحزان الأهلاوية على ضياع الفوز أمام الترجي. غالى أصبح تخصص مشاكل داخل الفريق الأحمر، فبعد أن نجا بأعجوبة من مقصلة الرحيل التى نصبها له البرتغالى جوزيه بعد أن طلب عرضه للبيع على خلفية مشادة بينهما فى أحد التدريبات عقب عودته من معسكر للمنتخب الوطنى وأنقذه من هذه المقصلة البدرى نفسه الذى أقنع غالى بالتوجه إلى جوزيه والاعتذار له قبل مغادرته مصر كشرط للاستمرار مع القلعة الحمراء، ولم يتعلم قائد الأهلى من أخطائه السابقة مع توتنهام بعد أن ألقى قميص النادى فى وجه مدربه مارتن يول وغضب بشدة لمجرد خروجه. عماد متعب بدأ هو الآخر حالة من الحرب الباردة ضد المدير الفنى بالتأكيد على كون مشاركته لمدة عشر دقائق فى النهائى لا تسمح له بالتألق وإحراز الأهداف فى النهائى الأفريقى، والتشديد على كون الشوط الأول من اللقاء يشهد كرة هجومية غير معتادة فى مثل هذه النهائيات، وهو ما جعله حزيناً على عدم المشاركة فى ظل إهدار الفرص، وأبدى متعب استياءه من جلوسه على دكة البدلاء واعتماد البدرى على محمد ناجى جدو المتألق مؤخراً والسيد حمدى العائد من مقبرة دكة البدلاء. فى المقابل، وبخبرته المعهودة رفض محمد بركات نجم الوسط التحدث لأى وسيلة إعلامية حول مسألة جلوسه احتياطياً عقب مباراة الترجى، تجنباً للدخول فى جدل إعلامى، خاصة أن أغلب عشاق الأهلى وجماهيره وجهوا اللوم لعدم البدء ببركات فى هذه المواجهة إلا أن عصيبة النجم الزئبقى غير المعتادة فى النهائى ولدى مشاركته لثلث ساعة فقط كشفت مرور بركات بحالة من الحزن نتيجة عدم خوض المباراة منذ البداية، فى ظل جاهزيته التامة وخبراته الطويلة. من جانبه، يحاول البدرى احتواء غضب هؤلاء اللاعبين لحين انتهاء مواجهة الفريق الأحمر مع الترجى فى إياب الدور النهائى للبطولة القارية يوم 17 نوفمبر الجارى حتى لا ينفرط عقد الفريق.