"طلب خطيبي مني الحصول على (الباسورد) الخاص بحسابي على فيس بوك، كما يحاول دائما تفتيش الموبايل وقراءة الرسائل، لكني رفضت بشدة هذا الأمر، لأني أعتبره إهانة لكرامتي وعدم ثقة بي". كلمات تسردها "مريم كمال"، تعكس موقفاً من مواقف عديدة لا حصر لها تكون فيها الفتاة المخطوبة أمام كلمة "لا" أو "نعم"، بمعنى أن ترفض ما يطلبه منها خطيبها أو موافقته.. ومع اختلاف شخصيات البنات تختلف ردود الفعل بين الكلمتين، فهناك من يطعن خطابهم طاعة عمياء من أجل الحصول على رضاهم، وعلى العكس هناك من يحافظن على شخصياتهن رافضين إلغاءها من جانب الخطيب.. .. فمتى يمكن أن تقول الفتاة لخطيبها (لا) دون أن تتأثر الخطوبة سلبياً؟ "أهلي.. فوق الجميع" تكمل مريم، 22 سنة، مهندسة: "خطيبي يسمع مني كلمة لا عندما يحاول التدخل في خصوصياتي، وكثيرا ما حدثت بيننا مشاكل بسبب هذا الموضوع، ووصل الأمر أكثر من مرة إلى فسخ الخطبة، لذلك تجنبا لذلك اتفقت معه على أن يحترم كلا منا خصوصيات الآخر". وتقول منة محمود، 21 سنة، طالبة: "نادرا ما أقول هذه الكلمة لخطيبي، خاصة أن هناك قصة حب تجمعنا من قبل الخطوبة، ولكن أضطر لقول هذه الكلمة عندما لا يضع اعتبار لأهلي، وينسى أنهم ما زال لهم الحق في الموافقة أو الرفض على تصرفاتي، لأنني ما زالت في بيت أهلي، ووالدي من المفترض أن يكون هو صاحب القرار وليس هو، فعلى سيبل المثال كان يطلب مني ألا أذهب مع أهلى عند عمي اعتراضا منه على وجود أولاد عمي هناك، وأشياء كثير من هذا القبيل، لكنني رفضت تماما أن يعتبر نفسه هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة عليّ لاغيا لشخصية أهلي". "مقدرش أقول لا" سمر ماجد، 24 سنة، مُدرسة، توضح: "للأسف أنا لا أستطيع أن أقول (لا) في أى شيء يطلبه مني خطيبي، لأنه يعتبر ذلك اتنقاصا من رجولته وتقليلا من شأنه، ففي كثير من الأحيان تحدث أشياء لا تروق لي، فأحاول أن أتناقش معه بشأنها، لكنه ينظر إلى على أنني تغيرت ناحيته، وأصبحت غير باقيه على زعله". وتكمل: "ولكن هذا لا يعفيني من الخطأ، لأن كثيرا ما نصحتني والدتي بألا ألغي شخصيتي تماما معه، وأن يكون هناك حوار متبادل للوصل إلى حل يرضي الطرفين، لكني كثيرا ما كنت أتساهل حتى أكسب رضاه، مما جعلني غير قادرة على ألا أعترض على أي شيء يقوله". بينما تروي رانيا حسين، 20 سنة، طالبة: "في بعض الأحيان تكون كلمة لا هي الحل الوحيد للموقف، بمعنى أنني أقول هذه الكلمة عندما أرى خطيبي يريد أن يتحكم في تصرفاتي ويلغي شخصيتي تماما، فعلى سبيل المثال كثيرا ما كان يطلب مني أن أغير رقم تليفوني وأقطع علاقتي بكل زمايلي الشباب بالكلية، وبالطبع رفضت تماما هذا الطلب لأنني مقتنعة أنني لا أفعل شيء خطأ لكي أغيره، فأنا لا أرفض أن أصلح من نفسي، ولكن عندما يكون هناك داعي لذلك وليس من أجل التحكم فقط". "ليس له حقوق" الدكتورة أميرة بدران، المستشارة الأجتماعية، تعلق قائلة: "جرى العرف عند كثير من البنات أن الشخص بمجرد أن يخطبها فمعنى ذلك أنه امتلكها، وأصبح لديه الحق في التحكم في كل تصرفتها، ولكن هذا العرف ليس له أي مجال من الصواب، فهو في الحقيقة ليس له أي حقوق من هذا القبيل". وتبين أن هناك مواقف يجب أن تقول فيها الفتاة كلمة (لا)، لأن غير ذلك سيؤثر بشكل سلبي على العلاقة بينها وبين خطيبها، مما يجعلها تتعرض لضغظ يزيد عن طاقتها أو يضطرها إلى اللجوء إلى الكذب أو إفشاء أسرار أهلها من أجل أن تبرر له موقف لا يحق من الأصل أن يتدخل فيه. وتضيف أن كل هذه الأمور قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى خلق مشاكل ليس لها أي داعي قد تؤدي إلى فسخ الخطوبة، وتشير إلى أن الهدف المفترض تحقيقه من فترة الخطوبة هو أن يتعرف كل طرف على الآخر بشكل تفصيلي لمعرفة مميزات وعيوب بعضهما، هذا بالإضافة إلى اختبار أحساسيهما تجاه بعضهما، وهل هناك نمو في ذلك أم لا، لأن هذه الأشياء هي التي تحدد ما إن كان هناك توافق بين الطرفين يؤهلهم إلى حياة سعيدة ومستقرة أم العكس.