أكد عدد من الخبراء أن أن قرار الحكومة باستمرار تطبيق الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها من قبل، بشأن مواجهة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 ،حتى آخر رمضان، يعُد قرار مُهم يؤكد حرص الدولة على سلامة المواطن، كما أنه يُعتبر استكمالًا لسياسة حركة تشغيل الاقتصاد بطريقة جزئية، موضحين أن هذه الخطوة ستُساهم بشكل كبير في تجنب الزيادة الأُسية لهذا الوباء. وأشار الخبراء في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أن الفترة القادمة تُعتبر الفيصل ومُفترق الطريق، بعد الزيادة الملحوظة في عدد المصابين بفيروس كورونا منذ بداية شهر رمضان، مشددين على ضرورة استيقاظ الهمم، ورفع وعي المواطنين، والالتزام بساعات الحظر، بجانب دور الدولة في رصد وتشخيص الحالات، وتتبع المخالطين، بشكل أسرع. وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قد أعلن، أمس الخميس، قراراً بشأن الاستمرار في تطبيق الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها بشأن مواجهة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، حتى آخر رمضان. وفي هذا الصدد قال الدكتور إسلام عنان، محاضر اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بكلية الصيدلة جامعة عين شمس، إن قرار الحكومة بشأن الاستمرار في تطبيق الإجراءات الاحترازية إلى نهاية شهر رمضان، التي تم اتخاذها في البداية لمواجهة فيروس كورونا ، تُعد استكمالًا لسياسة حركة تشغيل الاقتصاد بطريقة جزئية، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستُساهم بشكل كبير في تجنب الزيادة الأُسية لهذا الوباء. وأفاد عنان، أن تجنب زيادة معدل عدد الإصابات بفيروس كورونا إذا تم الإعلان عن الإجراءات الاحترازية، وإعلان خطة التعايش يعود إلى ضرورة إتخاذ بعض الإجراءات التي من شأنها الحفاظ على سلامة المواطن في ظل هذه الظروف. وأشار عنان، إلى بعض الإجراءات التي يجب اتخاذها تحسبًا لإرتفاع عدد الإصابات خلال الفترة القادمة، مثل زيادة عدد السرائر داخل مستشفيات العزل، وتدريب أكبر عدد من الكادر الطبي، مع منح ميزانية أكبر لتوفير الكميات المطلوبة من الكمامات التي تُغطي احتياجات المواطنين في حين ارتدائها بشكل اجباري، بالإضافة إلى ضرورة توفير عدد مناسب من أجهزة التنفس الصناعي وأدوات التطهير داخل المنازل والمكاتب والمصانع والشوارع. وتابع:"أن الأرقام التي تعلن عنها وزارة الصحة التي تشمل عدد الإصابات بفيروس كورونا، هي أرقام التشخيص وليس أرقام الإصابات الفعلية، وهذا على مستوى العالم وليس في مصر فقط، ولذلك نحتاج إلى التوسع في عمل التحاليل والمسحات بشكل أكبر لمعرفة معدل الإصابات الحقيقي وإذا كان يخضع إلى الزيادة أو النُقصان، وعلى سبيل المثال ما قامت به امريكا قبل فتح الاقتصاد جزئيا من خلال إقامة خمسة مليون ونصف مسحة على مستوى الدولة". وأكد محاضر اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بكلية الصيدلة جامعة عين شمس، أن الإنسان ينخفض معدل الوعي عنده بطريقة غير إرادية مع انخفاض الإجراءات الاحترازية بمجرد شعوره بالأمان ولذا يجب أن يكون هناك حملات توعية بشكل مستمر لتجنب ارتفاع عدد الإصابات أكثر من ذلك، متوقعًا مواصلة ارتفاع زيادة معدل الإصابات إلى شهر مايو مع احتمالية وصولها إلى الشهر القادم، لافتًا إلى أن زيادة معدل الوفيات هي الأشد خطراً والتي من الممكن أن تصل من 700 إلى 1000 شخص. ومن جانبه قال الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن قرار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، باستمرار تطبيق الإجراءات الاحترازية حتى نهاية شهر رمضان، يؤكد حرص الدولة على سلامة وصحة المواطنين وحمايتهم من نقل عدوى فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، بعد زيادة معدلات الإصابة التي تطورت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة. وأوضح بدران أن الحكومة المصرية قامت بالعديد من الإجراءات الاحترازية التي منحت المواطن المصري فُرصة كبيرة للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا ، مثل الحملات التوعوية التي تشرح تعليمات التباعد الاجتماعي، وتأمين الاحتياجات والسلع الغذائية للمواطنين التي تسمح لهم بتعزيز المناعة لمواجهة هذا الفيروس، بالإضافة إلى توفير الكمامات والكحوليات، وغيرها. وأفاد بدران، أن المصابون الذين لم تظهر عليهم أعراض الإصابة، يعتبرون أشد خطرًا وأسهل الطرق لنقل عدوى الفيروس، حيثُ أنهم يتحركون داخل المجتمع بحرية مطلقة ودون قيود، ويثعد ذلك سببًا كبيرًا في سرعة انتشار العدوى، حيثُ أن المحيطون بهم لا يتخذوا أي نوع من أنواع الحماية، مؤكدًا أن هذا النوع من المصابين يُشكل مصادر خفية وكامنة لنشر العدوى. ولفت عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إلى أن الفترة القادمة تُعتبر الفيصل ومفترق الطريق، بعد الزيادة الملحوظة في عدد المصابين التي شهدتها الدولة منذ بداية شهر رمضان، مؤكدًا أن المرور من هذه الفترة بسلام يحتاج إلى استيقاظ الهمم، ورفع وعي المواطنين، والالتزام بساعات الحظر، ورصد وتشخيص الحالات، وتتبع المخالطين، بشكل أسرع. وفي سياق متصل قالت الدكتورة سماح علي، أستاذ الفيروسات والمناعة بمعهد الاورام، إن قرارات مجلس الوزراء باستمرار الاجراءات الاحترازية والحظر بنفس المواعيد التي أعلنت أول شهر رمضان، غير كافية في ظل الزيادة الكبيرة التي شهدتها الأيام الأخيرة لأعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد كوفيد-19. وأشارت "علي"، إلى أنه كان من الضروري زيادة عدد ساعات الحظر لإجبار المواطنين على المكوث بمنازلهم وعدم التزاحم بالشوارع والمواصلات العامة، مؤكدة أن عدم التزام المواطنين بتعليمات الحكومة والاجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها منذ تفشي فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، ساهم بشكل كبير في زيادة نسب عدد الإصابات ووصولها إلى هذا الحد المخيف. وشددت أستاذ الفيروسات والمناعة بمعهد الأورام، على ضرورة زيادة عدد التحاليل للمواطنين لمعرفة عدد الإصابات الصحيحة، ولتقليل انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، لافتة إلى أن انتشار هذا الوباء سيظل مستمر طالما هناك حالات إيجابية، وعلى المواطنين الالتزام بقرارات الحكومة وعدم الخروج للشارع إلا للضرورة القصوى مع أخذ كافة الإجراءات الوقائية التي أعلنت عنها وزارة الصحة، مثل ارتداء الكمامات واستعمال المطهرات الكحولية.