نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالًا مقتضبًا عن الأفكار والسياسات التي يتبناها البابا الجديد "نيافة الأنبا تواضروس"، والعوائق التي تواجهه بعد أن تم اختياره من قبل طفل معصوب العينين ليعكس إرادة الرب، ويأتي خلفًا لسالفه "شنودة" الذي قاد الكنيسة القبطية لأكثر من 4 عقود. قائلة: "إن الأنبا تواضروس يُبشر بعهد جديد من التكامل للأقلية المسيحية في مصر، في الوقت الذي تناضل فيه مع موجة من العنف الطائفي والهيمنة الإسلامية الجديدة على السياسية، فضلًا عن الضغوط الداخلية المفروضة على البابا الجديد من أجل الإصلاح." وأوضحت الصحيفة أن البابا المكلف "تواضروس" يعتزم عكس الدور السياسي الصريح الذي تبناه سالفه "البابا شنودة الثالث" الذي توفى في مارس الماضي، حيث عمل "شنودة" ممثلًا للأقباط في الحياة العامة ونال امتيازات خاصة لصالح رعيته الأقباط؛ بتأيده المطلق للرئيس السابق "حسني مبارك" وحث الأقباط في العام الماضي على البقاء بعيدًا عن الإحتجاجات التي أطاحت بالنظام المستبد الفاسد ولكن دون جدوى. وأكدت الصحيفة على أن البابا الجديد "تواضروس" يسعى في المقام الأول إلى العودة إلى الكنيسة والعيش داخل حدودها الروحية لأن العمل الروحاني هو العمل الرئيسي للكنيسة وللبابا، موضحًا أنه سيعمل على إعادة ترتيب الكيان من الداخل وضخ دماء جديدة تحمل أفكارًا مختلفة تضمن العيش باستقرار مع الأغلبية المسلمة والحفاظ على الحياة المشتركة. وقال نشطاء ومفكرين أقباط أن الإبتعاد عن السياسة يشير إلى تحول كاسح في علاقة الأقلية المسيحية بالدولة المصرية ولكنه يقف عائقًا أمام مجموعة من العلمانيين المسيحيين الذين يطالبون بدور سياسي في مصر التي أصبحت أكثر ديمقراطية بعد الثورة. ومن جانبه، قال "يوسف سيدهم" رئيس صحيفة الوطني القبطية :"لا يمكن الإستمرار بالطريقة المعتادة، فليس في مصلحة الأقباط أن يتحدثوا عن أنفسهم كمواطنين ذو حقوق كاملة ومتساوية فيجب أن يكون لهم وسيط يتحدث بالنيابة عنهم وينبغي أن يكون هذا الوسيط هو السلطة الدينية، وأعتقد أن الكنيسة الجديدة قد فهمت هذه الرسالة." وانتهت الصحيفة لتقول أنه رغم تعزيز البابا الجديد لدوره الديني، إلا أنه لا ينسى أن الأقباط يعولون عليه في اكتساب حقوقهم في مصر خاصة في الدستور المصري الجديد المثير للجدل.