قال وائل عمر مخرج الفيلم الوثائقي "البحث عن النفط والرمال"، والذي حصل عنه على جائزة أفضل مخرج بمهرجان أبوظبي في دورته السادسة، إن النجاح الحقيقي لفيلمه سيكون بالوصول إلى الجمهور وحينها سيشعر أن مجهود 3 سنوات استغرقها العمل لم تذهب هباء. وأضاف عمر أن جائزة مهرجان "أبوظبي" كانت مفاجأة كبرى لم يتوقعها رغم أنه بذل جهدا غير عادي فيه حيث جمع مادته الوثائقية من عدة دول وبلدان أجنبية وصولا إلى ال58 دقيقة مدة الفيلم، ناهيك عن إقناع أبطال الفيلم بالظهور في هذا العمل. وأشار إلى أنه سينافس بفيلمه في أكثر من مهرجان أولا قبل عرضه الجماهيري خاصة وأن المهرجانات تشترط على الأفلام المتنافسة عدم العرض الجماهيري. وأوضح أنه لا يملك خطة بعينها للعرض الجماهيري، موضحاً أن دور العرض المصرية لا تتيح الفرصة أمام الأفلام الوثائقية للمنافسة مكتفية بالأفلام الروائية التي لا تجد فرصة عرض سوى من خلال المهرجانات أو المراكز الثقافية وفي مرحلة لاحقة عبر الفضائيات. وأضاف وائل عمر "أنه قام بإنتاج الفيلم أيضا بنفسه وهو ما ضاعف من حجم الضغوط التي تعرض لها"، مشيرا إلى أن المعهد المصري الدنماركي للحوار ساهم كذلك في الإنتاج من خلال تحمل تكلفة عملية تلوين العمل في معامل متخصصة بالعاصمة كوبنهاجن ليخرج العمل على هذا النحو رغم مرور عشرات السنين على تصوير بعض المواد الأرشيفية التي استعان بها. وقال وائل إنه حاول من خلال الفيلم المزج بين الجانبين الدرامي والتسجيلي - على غير عادة أغلب الأفلام التسجيلية - التي تهتم فقط بالتوثيق في محاولة لمنح الفيلم روحا مختلفة تجذب المشاهد وتؤكد على رسالة الفيلم في الوقت نفسه. وحول اختيار تلك الفترة الزمنية التي سبقت اندلاع ثورة 1952 لتكون محور الفيلم، قال وائل عمر "إن تلك الفترة التاريخية تعاني من التجاهل من صناع السينما التسجيلية والروائية كذلك ما جعلها تبدو "منطقة غامضة" في التاريخ المصري ما دفعني إلى التطرق إليها". وأوضح أن الفيلم لا يتبنى وجهة نظر بعينها حول العصر الملكي من خلال الأحداث لأنها ليست مهمة السينما، لكنه يلقي الضوء فقط على تلك الحقبة التاريخية المهمة في مصر ويترك الحكم للمشاهدين خاصة وأن الجيل الحالي بات بعيدا للغاية عن تلك الحقبة التاريخية وفي حاجة إلى من يذكره بها طوال الوقت من خلال الكتب والصحف والسينما. ويتناول الفيلم الأيام الأخيرة من حياة الملك فاروق وأسرته الملكية ويضم أعضاء الأسرة المالكة حيث قاموا بتصوير فيلم منزلي وقد تم تجاهل الفيلم ونسيانه لمدة 60 عاما إلى أن عثر عليه أحد أقارب الملك فاروق حديثا. ويضم فيلم "البحث عن النفط والرمال" لقطات لم تعرض من قبل من فيلم شارك فيه أفراد من العائلة المالكة المصرية قبل أسابيع من ثورة 1952، ويعرض لحظات من الأيام الأخيرة للحاشية الملكية.