كعادتها تختار الأدوار التى ترى فيها نفسها، حتى تستطيع التعايش مع الشخصية التى تجسدها، ربما يكون هذا سر نجاحها. هى الفنانة نجلاء بدر التى نجحت من خلال أعمالها الفنية فى كسب ثقة الجمهور. تدرجت فى أدوارها، وأصبحت تعرف بممثلة الأدوار الصعبة والنفسية، والجريئة وكان الفضل فى ذلك للمخرج محمد سامي، الذى قدمها للجمهور بشكل مختلف فى «حكاية حياة» ومن هذه المحطة توالت أعمالها الناجحة. للمرة الثانية، تعود «بدر» للوقوف أمام عدسة المخرج محمد سامي، من خلال مسلسل «البرنس» بطولة محمد رمضان، إلى جانب دورها فى مسلسل «الفتوة» الذى تبين من خلال البوسترات الدعائية له، التى ظهرت فيها بالبرقع والملاية اللف، أنها تخوض مغامرة فنية جديدة. بداية.. ما الذى جذبك فى مسلسل «الفتوة»؟ - أعجبت بالحبكة الدرامية للعمل، والحقبة الزمنية التى يدور فيها، خاصة أننى كنت أرغب فى تقديم عمل فنى تدور أحداثه فى حقبة زمنية قديمة، والجديد هنا أن الحقبة التى يتناولها العمل لم يتطرق لها عمل فنى من قبل سواء سينما أو دراما، كان لدى شغف وفضول أعرف ما الذى كان يحدث فى عصر «الفتوات». كيف حضرتِ لشخصية «جميلة» لتخرج بهذا الشكل؟ - الشخصية مكتوبة بشكل جيد، وبها الكثير من التفاصيل الغنية، وكان علىّ أن أصنع لها ملامح روحية خاصة، فقد استعنت ببعض الكتب والمراجع لفهم طبيعة حياة المواطنين فى هذه الحقبة وكيف يعيشون، كما ساعدتنى الاستايلست مونيا على اختيار ملابس تناسب هذه الحقبة، المتمثلة فى البرقع والملاية اللف والخلخال. ما كواليس اختيارك للمشاركة فى مسلسل «الفتوة»؟ - فى مسلسل «الفتوة» كلمنى الفنان ياسر جلال وطلب منى أن أكون متواجدة معهم بالمسلسل، وذهبت معه للمخرج حسين المنياوي، واطلعت على الورق حذبتنى طريقة تناوله إلى جانب قصته الجديدة حيثُ يدور فى الفترة بعد 1900، وهى «زمن الفتوات». وكيف وجدتِ هذه الحقبة بما فيها من مميزات وعيوب؟ - أعجبت بملابس المرأة قديما، حيثُ وجدت أن البرقع والملاية والخلخال يمنح المرأة مظهرا أنثويا مقارنة بالبنطال الجينز، والأحذية الرياضية، لكن هذا لا يمنع أن فيه عيوبا كثيرة تجعلنى أرفض العيش فى هذه الحقبة، التى اضطهدت المرأة وهمشتها وسلبت حقوقها. هل ترين أن المرأة الآن تعيش أبهى عصورها؟ - بالتأكيد، حيثُ بدأ التعامل مع المرأة كنصف حقيقى وفاعل فى المجتمع إلى جانب الرّجل من أجل بناء الأسرة، وانتقلت من حياة الرّق والعبودية إلى مركز السّلطة والقيادة وصنع القرار، وأصبح لها الحق فى بناء حياتها، واختيار زوجها، وهناك العديد من التشريعات القانونية التى تكفل لها حريتها وحقوقها كاملة. تشاركك فى البطولة مى عُمر وروجينا.. هل تواجد أكثر من فنانة فى عمل فنى واحد يخلق نوعا من الغيرة السلبية؟ - ليس بالضرورة، فأنا لا أحمل أى غيرة لفنانة، وأتعامل مع طاقم العمل كفريق واحد لأن نجاح أى منا يعنى نجاح الكل، فنحن فريق كامل وليس فردا واحدا. وكيف وجدتِ التعامل مع الفنان ياسر جلال؟ - ياسر فنان متميز، ويوما بعد يوم يثبت أنه صاحب موهبة حقيقية لم تستغل بعد، وأدوار البطولة المطلقة تأخرت كثيراً، ومؤمن بالعمل الجماعى داخل المسلسل، ويمنح الفنان الذى يمثل أمامه فرصة فى الظهور. تقفين للمرة الثانية أمام عدسة المخرج محمد سامى فى مسلسل «البرنس».. كيف جاءت مشاركتك فى العمل؟ - محمد سامى مخرج شاطر جدا، ويعرف يستفز الفنان بداخلك ويلعب على كل مواهبه وقدراته، لا أنكر أن سامى قدمنى للجمهور بشكل مختلف فى مسلسل «حياة»، اسمه على أى عمل يمنحه ثقلا فنياً، وأثق فيه كثيرا، تأكدت من قبل اطلاعى على دورى فى المسلسل أنه عمل جيد لثقتى فيه. ولكنك اعتذرتِ عن المشاركة فى العمل بعد يومين من التصوير؟ - بعد اطلاعى على السيناريو وخاصة أول حلقتين وجدت أن الشخصية غير مناسبة لى بالإضافة الى أن السيناريو غير كامل ثم جلست مع المخرج وشرح لى أن هذا السيناريو غير كامل وأن هناك تعديلات فى بعض الشحصيات بالإضافة إلى أن دورى سيشهد تطورات خاصة فى الحلقات الأخيرة. بحكم عملك مع الفنان محمد رمضان.. هل ترينه مغرورا مثلما يراه الجمهور؟ - محمد رمضان من أكثر الفنانين تواضعا، ومن الناس الجدعة، يتعامل مع الصغير والكبير فى اللوكيشن برقى وتحضر. وما رأيك فى سلوكياته الأخيرة التى وضعته محل نقد وتشكيك من جانب الجمهور؟ - من حق أى شخص انتقاد تصرفات أى فنان، لكن بتحضر دون السباب أو التلفظ بألفاظ خارجة، ما يحدث فى رمضان ليس انتقادا، فهناك تيار يقف فى نجاح أى شخص ويحاول أن يعترض طريقه ويعوقه نحو النجاح، الفنان شخص عادى ليس معصوما من الخطأ فلا يحق لنا أن ننتقد كل كلمة وحرف يتفوه به، آراؤه تخصه وحده طالما لا تؤذى أحدا. هل ترين أن محمد رمضان فقد جزءا كبيرا من جماهيريته على خلفية واقعة الضابط الطيار؟ - إطلاقاً.. تواجدى فى مسلسل يحمل اسم محمد رمضان يزيد من رصيدى الفنى ومن جماهيريته، فهو فنان يحظى بشعبية فنية كبيرة، وعدد كبير من الناس الذين يروننى فى الشارع يعبرون لى عن امتنانهم لرؤية رمضان والتصوير بجانبه، وفيما يخص المسلسل، الجمهور يتأثر بالقصة والأحداث دون النظر للأبطال. وما حقيقة الخلاف حول وضع اسمك على التتر؟ - أزمة التتر سمعت عنها قبل تعاقدى على المسلسل، وعندما سمعت عنها اتفقت مع سامى على حل هذه الأزمة وإيجاد طريقة جديدة لإظهار اسمى على التتر بشكل مختلف. هل وصلت لمرحلة النضج التى تؤهلك للمشاركة فى عملين دفعة واحدة بموسم واحد؟ - هى مغامرة ومخاطرة ولكنى اعتدت عليها، خاصة أنه ليس الموسم الأول الذى أظهر فيه بأكثر من شخصية، خبرة الفنان تمنحه القدرة على المشاركة فى أكثر من عمل فنى فى موسم واحد. تعرضت الدراما الرمضانية لحملة شرسة على المنصات الاجتماعية بسبب استكمال التصوير رغم قرار الحكومة المصرية بمنع التجمعات لمنع تفشى فيروس كورونا.. هل ترين أن هذا من الممكن أن يؤثر على نسبة المشاهدة؟ - نحن صُناع، الفن صناعة هامة لا تقل فى أهميتها عن الصناعات الاخرى التى لم تعطل العمل يوما، نحن نعمل من أجل المواطنين وتحررهم من حالة الكآبة التى خلفها فيروس كورونا. ما الإجراءات الاحترازية التى اتخذتِها أثناء التصوير فى اللوكيشن لحمايتك من الفيروس؟ - فى الحقيقة مدينة الإنتاج الإعلامى لم تقصر فى شيء، ووضعوا خطة محكمة لتفادى الفيروس، حيثُ كانوا يقومون بتطهير وتعقيم اللوكيشن كل ساعة، وكذلك الكراسى قبل الجلوس عليها، ونحن كفنانين التزمنا بالإجراءات الوقائية التى أوصت بها منظمة الصحة العالمية، مثل غسل الأيدى باستمرار، والتعقيم بالكحول، ونحاول أن نتجنب ملامسة بعض فى التصوير. ألزم كورونا الفنانين البقاء فى منازلهم.. كيف تقضى نجلاء أيامها فى شهر رمضان؟ - بالتأكيد أشعر بالضيق حيال ذلك، لأن الأمر جديد عليّ، خاصة أن بقائى فى المنزل لفترة طويلة لم أعتد عليه، تحديدا فى شهر رمضان الذى يعرف بالزيارات العائلية، فهو شهر عائلى جدا، بالإضافة إلى أننى حزينة على إغلاق المساجد وإلغاء صلاة التراويح التى تعبر عن روحانيات هذا الشهر، أعتبر كورونا درسا أو حكمة من الله بأن نتقرب منه وندعو له برفع البلاء. استعان بعض النجوم بتطبيق «التيك توك» لكسر رتابة الحظر.. هل فعلتِ ذلك؟ - قمت بإنشاء حساب عليه، لكن لم أستخدمه حتى الآن، لانشغالى بالتصوير، لكن مبدئيا عجبنى لأنه فيه فن التقليد والمحاكاة، أعتقد أن التيك توك سيفرز مواهب فنية مستقبلا. ما علاقتك بالسوشيال ميديا؟ - أنا أكثر فنانة تأذيت من السوشيال ميديا، فهناك تعدٍ على خصوصية الفنانين من بعض رواد السوشيال ميديا، وكأن حياته ملك للجميع وليس ملكه هو وحده. ألا ترين أنه قد حان الوقت للبطولة المطلقة؟ - لا أتعجل البطولة الفردية حتى لو تأخرت، أعتمد فى الوقت الحالى على الأدوار المحورية. وأحرص على اختيار نوعية من الأدوار والشخصيات الصعبة والنفسية التى تخرج بأداء متميز. ما سر غيابك عن السينما بعد «قدرات غير عادية»؟ - عرض عليّ أعمال كثيرة بعد «قدرات غير عادية» ولكن ليس بنفس المستوى، فجميعها لا تنتمى للسينما التى أحبها، وهى الواقعية الذى أسسها يوسف شاهين، ويسرى نصرالله، ومحمد خان، وداود عبد السيد، حيثُ كنت أتابع أعمالهم وتستفزنى كونى ممثلة، فهذه النوعية هى التى تبقى وتضع بصمة فى تاريخ السينما، فهى غير مرتبطة بثقافة أو تعليم معين، فالسينما فى النهاية تراث، فأنا كنت أعتبر فيلم «الأرض» كئيباً ولم أكن مستوعبة أحداثه، وعندما نضجت أصبحت من عشاقه. ولكن سينما يوسف شاهين معروفة بالجرأة والإغراء؟ - الناس دائما ترى الإغراء بأنه عرى وقبلة ومايوه، وهذا ليس صحيحا، هناك إغراء بالكلمة وبالنظرة. هل ترين أن المجتمع الآن بات أكثر انغلاقا بعدم تقبله لهذه النوعية من الأفلام؟ - المجتمع بات أكثر انغلاقا، وغابت عنه الفضيلة، لأنه اعتاد أن يفعل الخطأ فى الظلام، مقارنة بالماضى كنا منفتحين أكثر من اليوم، ولم نسمع عن حوادث التحرش بالكم الذى نسمع عنه الآن، والسينما من المفترض أن تكون واقعية بلا قيود. وبمَ تفسرين غياب سينما المثقف؟ - لأن المنتج يحب أن يلعب دائماً على الورقة الرابحة وهى «الأكشن والكوميدي» سينما المثقف الآن أصبحت مغامرة ومخاطرة كبيرة من جانب المنتجين. وهذا سر غياب سينما المرأة. هل ترين أن المرأة مهدور حقها سينمائيا مقارنة بزمن الأبيض والأسود؟ - هذا حقيقي، بعد أن كانت السينما تولى اهتماما كبيرا بقضايا المرأة والتى عبرت عنها الفنانة القديرة فاتن حمامة، وشادية، ونجلاء فتحي، وميرفت أمين، وماجدة، ومؤخرا نادية الجندى ونبيلة عبيد، بات دورها فى الفيلم كسنيدة للبطل، قطعة ديكور ليس إلا، لم يعد دورها محورياً مثلما كنا نرى قديماً.