رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن إعتزام رئيس الوزراء التركى "رجب طيب أردوغان" زيارة قطاع غزة قريبًا هى خطوة من شأنها أن تعزز بشكل كبير شرعية حكومة غزة التى تسيطر عليها حركة حماس وتثير غضب السلطة الفلسطينية فضلًا عن معاداة إسرائيل والغرب. وقالت الصحيفة أن رئيس الوزراء التركى "أردوغان"، الذى قرر مرتين السنة الماضية زيارة غزة ولكنه لم يذهب هناك، أبدى أمس الجمعة إعتزامه لزيارة غزة فى أقرب وقت ممكن لكنه لم يُفصح عن أى تفاصيل عن جدول أعماله بشأن تلك الزيارة وهو ما دعا مسؤول فى وزارة الخارجية ليوضح أن "أردوغان" كان يعبر عن مجرد "نية" وليست خطة مجدولة حتى الأن. وأوضحت الصحيفة أن الزيارة المزعومة، التى سيقوم بها الزعيم التركى "أردوغان" باعتبار بلاده قوة دولية لأنها عضوة فى حلف شمال الأطلسى ووسيط بين الغرب والعالم الإسلامي، قد تثير أزمة دبلوماسية كبيرة بالنسبة لإسرائيل والغرب حيث ستمهد تلك الخطوة الطريق لمصر وغيرها من بلدان المنطقة للمزيد من العلاقات المباشرة وتدفئة الروابط مع حماس وبالتالى تقسيم السلطة مع القيادة الفلسطينية. وأضافت الصحيفة أن تصريحات "أردوغان" جائت بعد تسعة أيام من زيارة أمير دولة قطر إلى غزة والذى تعهد باستثمارات ومشاريع تنموية تصل قيمتها إلى 400 مليون دولار بما فى ذلك المجمعات السكنية والمستشفيات والطرق، مشيرة إلى أنه كان من المقرر أيضًا أن يزور ولى العهد البحرينى القطاع الفلسطينى يوم الخميس الماضى ولكن الزيارة ألغيت فى اللحظات الأخيرة لتجنب العواقب السياسية. ومن جانبه، قال "محمود عباس" رئيس السلطة الفلسطينية أمس الجمعة تعليقًا على تصريحات أردوغان "نحن ضد كل هذه الزيارات، وإذا كانوا يرديون مساعدة غزة فيجب أن تأتى من خلال السلطات... السلطة القانونية." وذكرت الصحيفة أن تركيا وقطر تسعيان فى المقام الأول إلى محاولة رأب الصدع بين حماس وفتح ولكن على ما يبدو أن القيادة الفلسطينية تظهر بعض الإعتراضات والإمتناعات. وأضافت الصحيفة أن العلاقات الدبلوماسية بين تركيا إسرائيل انخفضت بشكل كبير فى 2010 عندما حاولت تركيا كسر الحصار البحرى الإسرائيلى على غزة من خلال أسطول مساعدات تم ضربه من قبل القوات الإسرائيلية وأسفر عن مقتل تسعة أتراك. وقال "ايهود يعارى" محلل لشئون الشرق الأوسط "إن هذه الزيارة صفعة على الوجه، وتركيا بدأت تفقد الدعم فى العالم العربى.. إنها تخسر تماسكها وتفقد أرضها."