فى ظل حالة الذعر من انتشار فيروس كورونا فى العالم وحصده الآلاف من حالات الإصابة والمئات من الوفيات.. كيف يمكننا الوقاية من هذه الفيروسات وما هى السبل التى يمكننا اتباعها لتقوية المناعة؟ يقول الدكتور أشرف محمود عقبة أستاذ أقسام الباطنة العامة بطب عين شمس ورئيس الجمعية العربية لامراض صعوبة التنفس: يتمتع فيروس كورونا بشهرة كبيرة فى هذه الاونة وذلك بسبب ظهور حالات، حتى ان الفيروس الموجود حاليا يحمل اسم متلازمة الشرق الاوسط التنفسية والتى يسببها فيروس كورونا ولنلقي الضوء على هذا الفيروس يجب ان نعرف سبب هذه التسمية وهى مأخوذة من الكلمة اللاتينية كورونا وتعنى التاج بالعربية وذلك لان صورة الفيروس تحت الميكروسكوب الالكترونى تشبه إلى حد كبير التاج فبذلك يمكن تسميته بالعربية الفيروس التاجى. ويصيب فيروس كورونا الثديات والطيور باعراض تشبه مرض البرد العادى فى كثير من الاحيان ولكن هناك ستة اصدارات من هذا الفيروس تسببت فى وبائيات شديدة اشهرها السارس فى منطقة شرق آسيا سنة 2003 والإصدار الأخير للفيروس معروف الان علميا بمتلازمة الشرق الاوسط التنفسية والتى يسببها فيروس كورونا او الفيروس التاجى والتى تسبب اعراضًا فى الجهاز التنفسى العلوى أو الشعب الهوائية عادة كما يمكن ان تسبب التهابًا شعبيًا رئويًا فى بعض الحالات التى قد تؤدى إلى فشل فى وظائف التنفس فى بعض المرضى. كما يصاحب هذه العلامات ارتفاع فى درجة الحرارة واعراض اخرى فى الجهاز الهضمى مثل القئ الشديد والاسهال والاعياء وقد تتطور الحالة فتؤدى إلى قصور فى وظائف الكلى وأيضًا إلى هبوط فى الوظائف العضوية الهامة التى قد تنتهى بالوفاة فى بعض الحالات المتأخرة من المرض. ووسائل الوقاية من المرض تتلخص فى نقطتين هامتين وهما اولا تغطية السعال: اما بالمناديل الورقية او السعال فى كم المصاب مع الاعتناء بالتخلص من الافرازات المصاحبة بالمناديل الورقية ثانيا غسيل الأيدى جيدا قبل ملامسة الأسطح المشتركة بالماء والصابون ويفضل استعمال الكحول للتأكد من عدم وجود اى مصدر للعدوى مع عدم الاختلاط المباشر بالمصابين. وينصح الدكتور اشرف عقبة الاخوة المعتمرين فى هذا التوقيت من العام بارتداء الكمامات لوقاية الفم والأنف من العدوى عن طريق التنفس كما ينصح بعدم المزاحمة والاحتكاك فى الاماكن المزدحمة وعلى المستوى الدولى ينصح ان يتم الاستعانة بكاشفات الحمى الالكترونية وهى عبارة عن كاميرات يمكنها بسهولة تحديد الأشخاص المصابين بارتفاع فى درجة الحرارة ويمكن تثبيتها فى صالات الوصول للمطارات والموانئ البحرية والبرية وكذلك المنافذ البرية وذلك للاكتشاف الفورى للحالات المشتبه فيها والبدء فورا بالتعامل الذكى والحريص معها من قبل اطباء الحجر الصحى الموجودين فى هذه المنافذ والموانئ وبذلك يمكن منع دخول هذه الحالات وانتشار الوباء. وينصح الدكتور اشرف عقبة بالبدء فورا فى التعامل الذكى مع الحالات المستجدة بالاصابة بفيروس كورونا ولعمل ذلك نبدأ بتعريف ماهى الحالات المشتبه بها؟ وهو تعريف دولى متفق عليه بانه شخص مصاب بعدوى مرض تنفسى حاد «سعال وضيق بالتنفس والتهاب رئوى شعبي» تم تشخيصه اكلينيكيا أو بالاشعة مع ارتفاع فى درجة الحرارة اكثر من 38. وينصح الدكتور اشرف عقبة بأنه يجب فى هذه الحالات اتباع اجراءات مكافحة العدوى وارتداء وسائل الحماية وعزل الحالة واخذ عينات بصاق ومسحات من الحلق والأنف والبلعوم والدم وابلاغ المسئولين وعلاج الحالة حسب بروتوكول منظمة الصحة العامية. ويضيف الدكتور أشرف عقبة، أن الوقاية من فيروس كورونا تتم من خلال مجموعة من الإجراءات، مشيرا إلى أنه لابد من تضافر جهود المواطنين مع الحكومة لمساعدتها فى الحماية من فيروس كورونا. إن الإجراءات التى ينبغى للمواطنين اتباعها تتمثل فى أنه لابد من مراعاة وسائل النظافة، وأن من يعانى من مشاكل فى الجهاز التنفسى يجب أن يحصل على إجازة حتى لا يعدى أناسًا آخرين، كما ينبغى ضرورة الحرص على غسيل الأيدى بعد الكحة والعطس، وتجنب لمس الأنف والفم والعين بدون غسيل. وأكد الدكتور أشرف عقبة ضرورة ارتداء الكمامة لمريض الإنفلونزا، مضيفا أنه لا ينصح للإنسان غير المريض بأن يرتدى الكمامة. وتابع: «الإجراءات التى اتخذتها مصر فى منتهى الشفافية، وتمت بسرعة ووضوح ووزارة الصحة تعاملت باحترافية مع الحالة المكتشفة»، إن الإجراءات التى اتخذتها وزارة الصحة مع المصاب بفيروس كورونا فى منتهى الشفافية، مؤكدا أن الشفافية والثقة هما الوسيلتان الوحيدتان اللتان تؤديان لتجنب مصر المشكلات الكامنة من كورونا، موضحا أن الشفافية تكمن فى إعلان أى مشكلة بسرعة، أما الثقة تكمن فى ثقتنا فى الإجراءات التى تقوم بها الدولة. وأكد أن وزارة الصحة قامت بدور محترف مع أول إصابة بكورونا حيث جرى تشخيص الحالة والتعامل معه بسرعة فائقة وعزلها وفحص القريبين منه وجرى عزلهم كشكل وقائى للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا.