يعتبر فيروس كورونا من أخطر الصدمات التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي، وتمثل أزمة فيروس كورونا وضعا خاصا بين مختلف الأزمات العالمية السابقة التي عادة ما تكون أزمات مالية وائتمانية تنتقل بدورها إلى القطاع الحقيقي، ومنذ تفشي كورونا والاقتصاد العالمي في حالة اضطراب ملحوظ وهو الأمر المتخوف منه على الاقتصاد المحلي لمصر. تأثير فيروس كورونا على تحويلات المصريين بالخارج على الرغم من برامج تقليص العمالة الأجنبية وسياسات توطين الوظائف التي تتبناها دول الخليج منذ فترة، فقد ارتفع إجمالي تحويلات المصريين العاملين بالخارج إلى 6.7 مليار دولار، خلال الربع الأول من العام المالي الجاري 2019/2020، في الفترة من يوليو إلى سبتمبر، بمعدل زيادة 13.6% على أساس سنوي، وبقيمة تعادل 803.6 مليون دولار، حيث بلغت نحو 5.9 مليار دولار، خلال ذات الفترة من السنة المالية السابقة، إلا أنه من المتوقع تبنى هذه الدول لسياسات انكماشية استجابة لتراجع أسعار النفط، وخفض معدلات الإنفاق، وهو ما قد يؤثر على تحويلات المصريين بالخارج في الفترة القادمة، وذلك بسبب فيروس كورونا. تأثير كورونا على قطع السياحة يعد هذا القطاع من أكثر القطاعات عرضة للتذبذبات وتأثرًا بالصدمات، ومن ثم من المتوقع تفاقم أثر تراجع السياحة القادمة من شرق اسيا التى تعد من الأسواق السياحية الواعدة ، ويمتد الأثر السلبى الى الخدمات المرتبطة بها كخطوط الطيران والفنادق والتجزئة، وتشغيل العمالة. في حين أن مصر لم تتأثر بانتشار كورونا في قطاع السياحة، نظرًا لما تتمتع به من جو دافئ وملائم للجولات السياحية، فضلاً عن الإجراءات الاحترازية التي أتخذتها وزارة الصحة لمنع وصول كورونا وانتشاره بالدولة. تأثير فيروس كورونا على قطاع النفط انعكست التوقعات بانخفاض النمو في الصين على تراجع الأسعار العالمية للنفط، بسبب فيروس كورونا كما قلصت وكالة الطاقة الأمريكية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لهذا العام، مع تأثير تفشي الفيروس على معدلات الاستهلاك في الصين، الأمر الذي سيؤثر على تسعير النفط في مصر، خاصة بعد الإعلان عن تطبيق آلية التسعير التلقائي على بعض المنتجات البترولية منذ يوليو 2019، ومراجعتها كل ربع سنة، وفقًا للتطور في السعر العالمي لبرميل خام برنت، وتغير سعر الدولار أمام الجنيه. وانخفض خام برنت مسجلا أكبر خسارة يومية في أكثر من 11 عاما، أمس الجمعة بعد أن رفضت روسيا اقتراح أوبك بتنفيذ تخفيضات كبيرة لإنتاج النفط لتحقيق استقرار في الأسعار المتضررة بفعل التبعات الاقتصادية لفيروس كورونا، وردت أوبك بإلغاء القيود على إنتاجها. وجرى تداول ما يزيد عن مليون عقد للخام الأمريكي خلال الجلسة، في الوقت الذي تحول فيه اتفاق استمر لثلاث سنوات بين أوبك وروسيا إلى اختلاف. وسجلت العقود الآجلة لخام برنت أكبر انخفاض يومي بالنسبة المئوية منذ ديسمبر 2008، لتنخفض 4.72 دولار أو 9.4 بالمئة وتبلغ عند التسوية 45.27 دولار للبرميل. وهذا أدنى مستوى إغلاق لبرنت منذ يونيو 2017. وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 4.62 دولار أو 10.1 بالمئة إلى 41.28 دولار للبرميل وهو أقل مستوى إغلاق منذ أغسطس 2016 وأكبر خسارة يومية بالنسبة المئوية منذ نوفمبر 2014. وجرى تداول ما يزيد عن 4.58 مليون عقد للخام الأمريكي لشهر أقرب استحقاق هذا الأسبوع، وهو أكثر الأسابيع كثافة لحجم تداولات ذلك العقد على الإطلاق.