أكد الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو- في كلمة ألقاها في افتتاح جلسة العمل حول (دور المرأة في بناء السلام في العالم وإفريقيا) التي ترأسها أول أمس في جنيف. أن السلام يتولد في عقول النساء، لأنهن الحاضنات للأجيال، وصانعات العقول في مهدها، مما يدل على أن اقتناع النساء بفكرة السلام، يجعل منهن صانعات للسلام، وبانيات لحصون السلام في العقول والقلوب وعلى الأرض. وأشار إلى أن المرأة لا يمكن أن تقوم بهذا الدور الإنساني الحيويّ، ما لم تتحسن أوضاعها، وتستقيم أمور حياتها على الأسس التي تنبني عليها الحياة الإنسانية الحرة الكريمة. ولذلك كانت الجهود لتحسين أوضاع المرأة في مختلف المجالات، تصبّ في اتجاه تمكينها من القيام بالدور المنوط بها في بناء السلام، في بيتها، وفي محيطها القريب، وفي بيئتها المحلية، وفي مجتمعها العام. وأكد أن السلام ُيبنَى على أسس من العدالة الاجتماعية، ومن المساواة، ومن تطبيق القانون، ومن احترام حقوق الإنسان في أن يحيا بكرامة وبحرية في اختيار ما لا يتعارض مع خصوصياته الروحية والثقافية والحضارية من نظم الحياة وأنماط العيش. وقال إن استمرار الأوضاع السيئة للمرأة في عديد من دول العالم، خصوصًا في أفريقيا ومناطق شاسعة من آسيا وأمريكا اللاتينية، على ما هي عليه من السوء والتدهور لاتساعد على تحقق السلام، مما يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي في العمل الإنساني المشترك من أجل النهوض بأوضاع المرأة في هذه المناطق من العالم، لتعزيز الجهود الدولية الرامية إلى حفظ الأمن والسلم في العالم. ودعا المدير العام للإيسيسكو الأسرة الدولية إلى تمكين المرأة من التمتع بحقوقها الكاملة، لأن في ذلك دعمًا لقدراتها وتمكينًا لها لتنهض برسالتها في الحياة التي من مهامها الرئيسة الإسهام مع شقيقها الرجل في بناء السلام. مشيراً إلى أن أي حديث عن دور المرأة في بناء السلام في العالم، سيظل حديثًا لا فائدة فيه، ما دامت المرأة في أكثر من ثلثي هذا العالم، لا تتوفر لها الحياة الحرة الكريمة التي تساعد على نموها والنهوض بها في بيئة نظيفة تتيسر فيها سبل العيش. وعقدت جلسة العمل حول (دور المرأة في بناء السلام في العالم وإفريقيا) بالتعاون بين الإيسيسكو واليونسكو في إطار منتدى الأمن الوطني والعالمي، الذي يعقده منتدى كرانس مونتانا في مدينة جنيف بسويسرا، خلال الفترة من 17 إلى 20 أكتوبر الجاري .