قال الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، وعضو الهيئة الوطنية للصحافة، إن المشهد الإعلامي بحاجة لإعادة ضبط، ولكنه يتعين علينا أن نُفرق بين الأداء الإعلامي والمشهد الإعلامي، مؤكدًا أننا لمسنا خلال الفترات الماضية، بدايات للتعافي في الأداء، وننتظر تغييرا جذريا في المشهد ككل. وأضاف علم الدين، خلال حواره ل "بوابة الوفد"، : "أننا الآن بصدد تحول رقمي شامل في مجال الصحافة"، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسي وراء مشكلات المؤسسات الصحفية القومية، هو فوضى التعينات التى حدثت فى أعقاب ثورة يناير عام 2011. وعن الشائعات وانتشارها وخطرها على المجتمعات، بين علم الدين، أن هناك دورًا بارزًا تقوم به الحكومة للتصدي للشائعات، خاصة تلك التي يتم ترويجها عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وذلك من خلال المركز الإعلامي، متابعًا :"أن هذا المركز يُعد بمثابة العيادة المصرية للشائعات، حيث أنه يقوم بتفنيد الشائعات الموجودة سواء كانت في المجتمع أو على موقع التواصل الإجتماعي، ثم يأتي بالأخبار الصحيحة ويُدعمها بالبيانات". ولفت أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إلى أن مشكلة انتشار الشائعات، ظاهرة سلبية تُعاني منها مختلف المجتمعات بل العالم بأكمله، موضحًا أنه يقع على المواطن دور قوي في التصدي للشائعات ومواجهتها، ويتمثل هذا الدور في التشكك والبحث عن مصدر الشائعة والتعرف على الهدف منها. وعن ملف الديون المتراكمة على المؤسسات الصحفية القومية، أكد عضو الهيئة الوطنية، إن هذا ملفًا صعبًا وشائكًا، والهيئة لديها العدد من الخطط تجاه هذا الملف لكنها ربما لم تُنفذ حتى الآن، إلا أن هناك بعض المؤسسات بدأت بالفعل خلال الفترة الماضية في تسوية ديونها مثل مؤسستي روزاليوسف والأهرام. وفيما يخص دمج المسؤسسات، ذكر علم الدين، أنه لم يتحدث أي أحد عن دمج المؤسسات، مشيرًا إلى أنه من الصعب أن يكون هناك أكثر من بوابة في المؤسسة الصحفية الواحدة في حين أنه لا يوجد تمييز بينهما، متابعًا: هناك خلل اقتصادي وإداري داخل المؤسسات الصحفية، وجزء من مظاهره فوضى التعينات التي تمت في أعقاب ثورة 2011، الأمر الذي أدى إلى وجود وإنشاء بوابات ليست لها أية قيمة بل أن عملها يتداخل مععمل البوابة الرئيسية للمؤسسة". وعن مصير خريجي كليات وأقسام الإعلام، استطرد: "المنظومة القادمة للعمل الإعلامي لخريجو كليات وأقسام الإعلام، ستختلف إلى حد ما، فلت يتوقف عملهم عند الجرائد والمجلات والراديو والتليفزيون، فسيكون عملهم مرتبط بشكل أكبر بالتخصص المطلوب الفترة القادمة وهو صناعة المحتوى الرقمي التحريري والإعلامي". وأوضح علم الدين، أنه لن توجد مؤسسة واحدة في مصر، سواء كانت حكومية أو خاصة، إلا وأن تكون بحاجة لصناع المحتوى، فخريجي الإعلام لن يقتصرعملهم ع الوسائل التقليدية فحسب، فكليات الإعلام ستكون مسؤلة عن تزويد المجتمع بمتحصصين في صناعة المحتوى مع كافة الوسائط. وأشاد أستاذ الإعلام، بتجربة منتديات الشباب، مبينًا أنها تجربة متميزة تصب في خانتين الأولى، المزيد من تمثيل الشباب المصري وفتح حوار له مع شباب العمل من خلاله يحصل علي تجارب وخبرات ومعارف ويفهم وينقل صورة جيدة عن مصر للخارج، والتمكين هنا معناه أن يتم وضعهم في مواجهة مع شباب العالم، أما الخانة الثانية فتتمثل في نقل رسالة سلام ومحبة إلى شعوب العالم من خلال ما يتم طرحه خلال المؤتمرات. وعن أداء المجلس الأعلى لإعلام، رأى عضو الهيئة الوطنية للإعلام، أن المجلس برئاسة الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد، بذل جهدًا كبيرًا في ممارسة مسؤلياته، خلال الفترة الماضية، منوهًا أن مسؤلياته تتمثل في ضبط الأداء الإعلامي من خلال المتابعة والمراقبة والرصد ثم المسائلة والمحاسبة. وأضاف علم الدين، أن المجلس ربما يكون أشتد في كم العقوبات وكم القرارات التي اتخذت بشأن التعامل مع المخالفين، وربما يرجع ذلك لكونها تجربة جديدة لأول مرة، يتم تنفيذها، ولكن في الوقت ذاته على الجميع أن يعي مسؤليات المجلس، فهو منوط به المحاسبة والمسائلة، إلى جانب إعطاء التراخيص للشركات الاعلامية والقنوات والصحف الجديدة وليس له أي سلطات تنفيذية آخرى. واستطرد علم الدين، ربما شهدنا خلال الفترات الماضية بعض التداخلات، بين اختصاصات ومهام المجلس الأعلى للإعلام ونقابة الإعلاميين، لذا فلابد من التنويه إلى أنه يتعين على جميعة الهيئات المسئولة عن صناعة الإعلام "المجلس الأعلى للإعلام، نقابة الصحفيين، نقابة الإعلاميين، هيئة الإعلام، وهيئة الصحافة" أن تعي دورها والمهام المنوطة بها، والتي تلتزم بما حدده لها القانون من اختصاصات. وعن تقييم أداء الهيئة الوطنية للصحافة، أشار علم الدين، إلى أن الهيئة نجحت في متابعة الأوضاع الإقتصادية بالمؤسسات القومية، وتلبية كل احتياجاتها العاجلة خلال السنوات الثلاث الماضية، فلا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، كما قامت بإعداد دراسات شاملة عن الجوانب الإارية والتنظيمة، كما أنها تمتلك رؤية متكاملة للحلول، وبدأت تنفيذ جانب منها مرتبيط بعمليات التحول الرقمي، ففي النهاية اعتقد انها قامت بدورها في ضوء اولويات وضعتها لنفسها.