مثلما كان ميدان "التحرير" نقطة الانطلاق نحو "تحرير" مصر من ظلم وفساد وديكتاتورية حسنى مبارك, يبدو أن مدينة " درعا" بجنوب سوريا ستكون " درعًا" يحمى الثوار السوريين من محاولات بشار الأسد المستميتة للقضاء على انتفاضتهم, وهبتهم نحو الحرية والخلاص من نظام جثم على صدورهم عشرات السنوات, منذ تولى الأسد الأب للسلطة بسوريا. ما أكثر التشابه بين سوريا ومصر, الدولتان تمتلكان حدودا مشتركة ساخنة مع إسرائيل, ومثلما لم يكن حسنى مبارك " مباركا" من شعبه, وكان "أسدا عليهم", لم يكن بشار" أسدا" على أعدائه, وكان غير"مبارك" من شعبه. مبارك لم يعاد الولاياتالمتحدة وكان حليفا استراتيجيا لها فسمع كلامها ونفذه بالحرف فى خدمة إسرائيل, ووقف دائما ضد المقاومة الفلسطينية, وبشار ورث عن أبيه معاداة أمريكا, لكنه لم يقاوم إسرائيل خوفا من غضب أكثر, بل راح – كما يتندر السوريون - يحرر الجولان من ليبيا بإرساله طائرات لدعم القذافى.أى إن مبارك وبشار كانا فى خدمة إسرائيل ولكن كل بطريقته. مبارك والأسد الأب فشلا فى توريث الحكم لمن أعدوهم فبينما اختار الله وحده أن يفشل مخطط حافظ الأسد بتوريث العرش لنجله الأكبر "باسل" بحادثة أودت بحياته, ترك الله للشعب المصرى مهمة إحباط خطة توريث جمال مبارك, بل طرد مبارك نفسه. الطريف أن مدينة درعا تبعد عن العاصمة السورية دمشق نفس المسافة تقريبا التى تبعدها مدينة السويس عن العاصمة المصرية القاهرة والمدينتان قريبتان من الحدود مع الأراضى المحتلة, وكما كانت السويس هى التى حافظت على جذوة ثورة الغضب مشتعلة بعد يوم 25 يناير, بعد سقوط قتلى بها, واشتعال الأحداث لتظل مصدرا للغضب حتى يوم الجمعة 28 يناير, فقد أصبحت "درعا" رمزا للغضب بسوريا وأضحت قسوة تعامل الشرطة السورية معها ملهمة للتمرد على بشارالأسد, ومثيرة لكلام من سكت منذ بداية الثورة السورية. ومثلما أحرق المتظاهرون السوايسة أقسام شرطة ومبنى المطافئ ومقار الحزب الوطنى, أشعل المتظاهرون بدرعا قصر العدل وحموا تمثالا لحافظ الأسد. يبدو أن درعا ستكون "السويس" السورية فى انتظار رحيل "لامبارك" من دمشق.