سعاد حسني واحدة من رموز السينما المصرية وأيقونة من أيقونات الجمال في الوطن العربي كما أنها تعتبر واحدة من الفنانات القليلات المتعددات المواهب سواء فى التمثيل أو الاستعراض أو الغناء، احتلت المركز الثاني كأفضل ممثلة في القرن العشرين في احتفالية مئوية السينما المصرية عام 1996. هذه البنت نجمة، هكذا اكُتشفت الموهبة الفنية المتعددة لسعاد حسني، عن طريق الشاعر عبد الرحمن الخميسى، عندما قابلَها أول مرة أثناء تقديمها الشاي له وسط حضور عائلي قائلًا: "هذه البنت نجمة". وكانت البداية الحقيقية لميلاد النجمة، لحظة عرض"الخميسي"على أسرتها،أن تشاركه مسرحية "هاملت" للأديب الإنجليزى وليام شكسبير،حيث قامت بأداء دور "أوفيليا"، وعندما شاهدها المخرج هنرى بركات قرر ضمها لطاقم فيلمه الشهير حسن ونعيمة أمام المطرب الشاب محرم فؤاد عام 1959. استطاعت سعاد أن تحقق نجاحاً لامثيل له في الأفلام الغنائية عندما كانت تمر في فترة حرجة بعد فترة غياب كبيرة، فاتّجهت للغناءِ إلى جانبِ التمثيل وهذا ما حدث في فيلم "خلّي بالك من زوزو" الذي لاقى نجاحاً كبيراً في العالمِ العربيّ، ويعتبر من أشهر أفلامها، لدرجة أن البعض أصبح يطلق عليها بعد هذا الفيلم اسم "زوزو" وقد شاركها بطولته الممثل الكبير حسين فهمي. تألقت سندريلا الشاشة العربية في تقديم أدوار سينمائية خالدة، ووصل رصيد تلك الأعمال لأكثر من 91 فيلماً من أهمها، صغيرة على الحب، غروب وشروق، شفيقة ومتولى، الزوجة الثانية، أين عقلى، شفيقة ومتولى، الكرنك، أميرة حبى، خلى بالك من زوزو، القادسية، غريب فى بيتى، حب فى الزنزانة، نادية، الحب الضائع، شباب مجنون جدا، الزواج على الطريقة الحديثة، بينما كان آخر أفلامها وأعمالها هو فيلم الراعى والنساء عام 1991 أمام الفنان أحمد زكى والفنانة يسرا، ليصل عدد أفلامها ما يقرب 90 فيلما، ومسلسل واحد "هو وهى" أمام أحمد زكى أيضا، كما شاركت فى عدة مسلسلات إذاعية منها الحب الضائع، لا شىء يهم ومن أنا. رغم نجاح سندريلا الشاشة العربية سينمائيًا وغنائيًا؛ إلي أن انتشرت شائعات كثيرة عن زيجاتها المتعددة، ومن أبرزها زواجها من العندليب عبد الحليم حافظ، ورغم تأكيد عدد كبير من الصحفيين المقربين من الشخصيتين لهذا الزواج ومنهم مفيد فوزي، رغم ذلك ظلّ هذا الزواج غير معترف به من قبل عائلتها إلى ما بعد وفاتها. تزوجت سعاد من المصور والمخرج صلاح كريم لمدة عامين تقريباً حيث تطلّقا في عام 1968. وعام 1970 تزوجت سندريلا الشاشة من المخرج علي بدرخان ابن المخرج أحمد بدرخان، واستمر زواجها منهُ طيلة أحد عشر عاماً، إلى أن افترقا في عام 1981الذي تزوجت فيه من زكي فطين عبد الوهاب ابن ليلى مراد وقد كان طالبًا في السنة النهائية بقسم الإخراج في معهد السينما، إلا أنّهما انفصلا بعد عدة أشهر فقط من الزواج بسبب معارضة والدة "فطين". أما آخر زيجاتها فكانت في عام 1987من كاتب السيناريو ماهر عوّاد الذي توفيت وهي على ذمّتِهِ. على الرغم من كثرة زيجات سعاد حسني، إلا أنّها لم تلبس فستان زفاف ول مرة خلال زيجاتها المختلفة، ولم تنجب أي ابن أو بنت لها رغم تعدد مرات حملها من علي بدر خان، حيث كان ينتهي دائماً ب"الإجهاض" بسبب الضغط الذي كانت تتعرض له خلال عملها. من المواقف القاسية على السندريلا خلال حياتها هو إصابتها بالاكتئاب، وهو ما كشفه الدكتور عصام عبد الصمد، الطبيب المصرى الذى تولى متابعة حالتها الصحية فى آخر سنواتها أثناء وجودها فى لندن. كشف الطبيب فى كتابه "سعاد حسنى"، اسباب تعرض السندريلا للإصابة بمرض الاكتئاب لمدة أكثر من 15 سنة، وهي عدم نجاح آخر فيلمين لها وهم "الدرجة الثالثة" وفيلم "الراعى والنساء". وأضاف أن السبب الثاني لمرض سعاد حسني، هو وفاة الأب الروحى لها الأستاذ صلاح جاهين، الذي أثر في نفسية الراحلة. بينما كان السبب الثالث هو إصابتها بشلل بسيط فى وجهها، وكانت تأخذ أدوية الاكتئاب بانتظام. وتابع الدكتور عبد الصمد، أن الفنانة كانت لا تحب النوم الكثير، وكانت شديدة الأرق لأنه كانت تأتيها أحلام مزعجة وكوابيس. توفيت السندريلا سعاد حسنى في 21 يونيو عام 2001، وسط حالة من الغموض عندما كانت في شقةِ إحدى صديقاتها في العاصمة البريطانية لندن، حيث سقطت من شرفة المنزل. وما زالت هناك شكوك واسعة حول الحادث وملابساته، فهنالك من يقول إنه قد تم قتلها، وأن شخصية سعاد حسني المعروفة لكثيرين لم تكن لتُقدِم على محاولة انتحار، خاصة وأنها كانت تفكِّر في العودة إلى مصر خلال الفترة السابقة على وفاتها بعد أن كان هناك تحسن ملحوظ في حالتها الصحية.