أعمدة الإسكندرية متهالكة.. وأهالى الإسماعيلية ينتظرون الموت.. وفى أسوان المحولات مكشوفة انتشرت بمحافظة الاسكندرية ظاهرة سرقة التيار الكهربائى وكابلات الضغط العالى النحاسية، التى تفاقمت وازدادت بشكل كبير وواضح بعد ثورة يناير، التى صحبها سقوط للأجهزة الرقابية والمحليات والانفلات الامنى، ما كبد الدولة ملايين الملايين من الاموال ناهيك عن تلف المحولات الرئيسية نتيجة الاحمال التى تفوق قدرتها وتتم تلك السرقات من خلال انارة الوحدات السكنية فى منطقة محطة مصر للبائعة الجائلين وفى العقارات المخالفة التى تم بناؤها دون ترخيص والاسواق والمقاهى والكافتيريات والباعة الجائلين، علاوة على زينات الافراح وشوادر العزاء. «الوفد» رصد الأسلاك العارية فى المحافظة التى تنذر بالكارثة، لم يستوعب المسئولون الدرس بعد، فمازالت أبراج وأسلاك الكهرباء المكشوفة تحيط بالمنازل داخل المناطق العشوائية بالمحافظة بصورة مرعبة، وتتدلى على شرفات المنازل التى لا يتجاوز ارتفاعها ثلاثة وأربعة أدوار فقط وهو الأمر الذى يهدد الاهالى بخطر الموت صعقا بالكهرباء. قال السيد سعيد نائب رئيس لجنة الوفد بالاسكندرية اسكندرية مع بداية موسم الشتاء شهدت كارثة انسانية خطيرة بطلها الاهمال الجسيم سقط ضحايا من المواطنين اثناء اول بداية هطول الامطار صعقا بالكهرباء بسبب الاهمال فى تأمين اعمدة الانارة من قبل الشركة المسئولة وضعاف النفوس من قبل لصوص البائعة الجائلين واصحاب المحلات الذين يقومون بفتح اغطية الاعمدة لسرقة التيار الكهربائى وتركها مفتوحة، والمسئولون بشركة الكهرباء يتجاهلون الجريمة وكذلك مباحث الكهرباء، فعند هطول الامطار تتحول اعمدة الانارة إلى فخاخ لصيد ارواح المواطنين الابرياء، خاصة الاطفال والشباب، لجأ بعض المواطنين إلى التبرع بمجهوداتهم لتغليف الفجوات باعمدة الانارة بالبلاستيك لحماية المارة بالطرق، الذى قابله تجاهل تام من قبل شركة الكهرباء والمسئولين بمباحث الكهرباء والاجهزة الرقابية عليهم، والغريب ان رغم التحذيرات على «السوشيال ميديا» حول جرائم صعق المواطنين بالكهرباء والاهمال نجد الكثير من لصوص الكهرباء حتى الآن يقومون بسرقة الكهرباء بالشوارع والميادين الرئيسية. ويقول يسرى محمود مهندس زراعى من قاطنى منطقة الدخيلة: لا بد من تضافر الجهود بين كافة المؤسسات والهيئات والمواطنين والتعاون بينهم حتى يتم القضاء على تلك الظاهرة التى تستنزف أموال الدولة ولا بد من تغليظ العقوبة على مرتكبيها، لأنه لم يسرق شركة الكهرباء فحسب، بل قام بسرقة الشعب بأكملة ولا بد ان تنشط مباحث الكهرباء وعليهم مداهمة الأسواق العشوائية وضبط من قام بتمزيق أحشاء أعمدة الانارة وقطع أوصالها حتى يتمكن من توصيل كهرباء لانارة بضاعة، معرضا حياة المواطنين للخطر بسبب تلك الأسلاك التى خرجت من أحشاء عمود الإنارة لاصطياد المواطنين على مباحث شرطة الكهرباء أن تداهم المقاهى والشقق التى تقوم بالإنارة دون عداد. وكشف محمد السعيد مهندس كهرباء أن حالات الموت صعقاً بالكهرباء التى صاحبت سقوط الأمطار، خلال الأيام الماضية، جاءت بسبب تعرّى أسلاك أعمدة الإنارة بالشوارع، ما نتج عنه حدوث ماس كهربائى نتيجة تجمع المياه بجوار الأعمدة، لافتاً إلى أن مياه الأمطار تسرّبت لبعض لوحات التوزيع والكابلات، ما جعل شركات التوزيع تقوم بفصل التيار، للقيام بأعمال الصيانة، حرصاً على حياة المواطنين. واضاف أن السبب فى بعضها هو الحصول على وصلات غير قانونية من أعمدة الإنارة، والتى تعد المحليات المسئول الأول عن صيانتها وتشغيلها، لافتاً إلى أن شركات توزيع الكهرباء تتابع من خلال فرَق الصيانة بالمرور على أكشاك ومحولات وأبراج الكهرباء بالمناطق المتضرّرة، للتأكد من السلامة الفنية للتغذية الكهربية. وقد أكد مصدر مسئول بقطاع الكهرباء والطاقة، أن هناك تعليمات مشددة لتفعيل عمل شرطة الكهرباء التى ستقوم بحملات كبيرة ضد سارقى الكهرباء وتفعيل القانون عليهم والقيام بعمليات تفتيش مكثفة على مختلف المناطق السكنية والتجارية للتفتيش على سرقة التيار الكهربائى.. واتخاذ إجراءات فورية حال الضبط وتقديم المخالفين للنيابة العامة للتحقيق الفورى وتطبيق القانون على المخالفين. وفى أسوان شكا أهالى جزيرة هيسا، بسبب كابل كهربائى مار على الأرض، ما يسبب خطورة للأطفال والأهالى الذى يمرون باستمرار حول تلك الشوارع، وتقول سمر صبرى، إحدى أهالى الجزيرة، بسبب كابلات الكهرباء المنتشرة على الأرض منذ شهر قد تسبب فى انقطاع الكهرباء لمدة ثلاثة أيام متتالية، مضيفاً أن القرية وسط النيل وأنهم يعتمدون بشكل قوى على تلك الإنارة، ما جعلهم عند اقتراب الساعة الخامسة مساء لا يتحركون، خوفاً من الظلام وانتشار الحشرات الضارة التى تسبب فى بعض الأحيان في الموت مثل العقارب والثعابين والكلاب الضالة. وأضافت «سمر»: مع اقتراب الساعة الخامسة مساء يحيطهم الظلام، ويتوقف الحركة والمرور فى تلك الأوقات وفى الآونة الأخيرة أصبح ينقطع التيار باستمرار فى الليل، بعد حدوث ماس كهربائى بسبب كابلات مكشوفة فى الطرق العامة داخل الجزيرة، لافتة إلى أن المسئولين لم يتحركوا لمدة أيام وظلت المشكلة مستمرة. من جانبه، أكد مصدر مسئول فى شركة الكهرباء والطاقة بأسوان- رفضت ذكر اسمها- فى تصريحات خاصة ل«جريدة الوفد»، أن الكابلات المنتشرة أسفل الأعمدة أو المحول الكهربائى فى الأرض لا يمثل خطورة، خاصة أنه يتم عزله بشكل آمن ولا يحدث ضرر بسبب سقوط أمطار أو غيرها وحجم الكابل مرتفع وفى حالة قيام أحد الأشخاص بالبناء وتم قطع جزء من الكابل فى تلك التوقيت يمثل خطورة، لأنه يعد مكشوفًا، مؤكدًا أنهم دائمًا ما يحرصون على الحفاظ على أرواح المواطنين من خلال التأكد من تلك الكابلات، ووضعها بعيدًا عن الرقعة السكانية، مشيرة إلى أن جزيرة هيسا ارض صخرية وتعد تلك الكابلات بعيدة عن السكان ومعزولة. وفى الإسماعيلية وجه أهالى مراكز وقرى الإسماعيلية، انتقادات عنيفة إلى مجلس المدينة القنطرة لأنه هو المنوط بإنارة الشوارع وأيضًا إلى لشركة كهرباء القناة لتوزيع الكهرباء المنوطة بأعمدة المنازل لاستمرار تجاهل الوحدة المحلية والشركة بترك أكثر محولات القنطرة بلا مفاتيح حماية وتركيب أسلاك عارية بدون عوازل. وانتقد احمد على والسيد إبراهيم من سكان القنطرة، وجود الكابلات الكهربائية التى تمر فى نهر الطريق كونها تسبب خطرًا كبيرًا على أرواح المواطنين وأيضًا يعرضها للسرقة وللأسف لم تتحرك الوحدة المحلية والشركة لحماية الأرواح والحفاظ على أملاكها. وأضاف إبراهيم عواد، لم تتحرك شركة كهرباء القناة لتغيير الأسلاك العارية الموجودة على الأعمدة بدون عوازل ما يعد خطرًا حقيقيًا يهدد أرواح المواطنين. رغم تهالك الأسلاك التى تم تركيبها عقب عودة المهجرين إلى القنطرة شرق بعد نصر أكتوبر، وطالب أهالى القنطرة شرق سرعة تدخل الحكومة وشركة كهرباء القناة لتركيب مفاتيح حماية للمحولات التى بلا مفاتيح وأيضًا تغير الأسلاك العارية وتركيب عوازل وتغير الأعمدة التى عفى عليها الزمان حتى لا نستيقظ على كارثة حقيقية. وفى مدينة فايد تمت سرقة أكثر من 9 محولات لعدم وجود حماية عليها وأيضا وجود أسلاك عارية وقال أحمد رسلان من سكان منطقة الإصلاح الزراعى بسرابيوم وأم عروج وأبوصيام إن أسلاك الكهرباء بالشوارع عارية يوجد بها أكثر من وصلة ولم يتم عمل أسلاك عازلة منذ تركيب الأعمدة من عشرين عامًا وأيضا قوة المحول فى الإصلاح الزراعى غير كافية لتغذية التوابع واحترق أكثر من مرة ولم يتم تغييره. وأشار إبراهيم محمد صلاح من المحسمة التابعة لمركز ومدينة القصاصين إلى أن إسلاك الكهرباء عارية وتتسبب فى خطر على أرواحنا ورغم مناشدتنا الوحدة المحلية بالقرية والمركز دون جدوى وذهبنا إلى الكهرباء وكان الرد أن كهرباء الشوارع تتبع الوحدة المحلية وهى المنوطة بتركيب الأعمدة والأسلاك والإنارة والخلايا الكهربائية. وعبر العشرات من أهالى عزبة الصفيح التابعة لقرية المنايف عن معانتهم من أسلاك كهرباء الشوارع التى باتت تهدد حياة الأطفال، مشيرين إلى أن الجهات المختصة بالمحافظة لا تعطى لتلك الأزمة أى اهتمام ولم يتم تطوير كهرباء الشوارع منذ عشرات السنين ولم يتحرك مسئول إلا بعد وقوع عمود أو إصابة أحد من صعق الكهرباء.