أكد الداعية الإسلامى يوسف البدري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، على أن تدارس العلم ليس حكراً على فصيل دون الآخر، تعليقاً على السماح للمرشد بعقد لقاء الثلاثاء من كل أسبوع بأحد المساجد. وأضاف البدرى ل "بوابة الوفد" أنه يؤيد قرار مرشد الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع بخصوص إعادة عقد حلقات الدرس الأسبوعى كل ثلاثاء تحت اسم "عاطفة الثلاثاء" بعد فترة انقطاع طويلة بسبب القبضة الأمنية، وقال هذا مباح ماداموا يجمعون الأطفال ويعلمونهم الدين وما داموا لا يعلمونهم الفسق والفجور فهذا أمر لابأس به. وقال الدكتور حلمى عبدالرؤوف، أستاذ التربية والفقه المقارن بجامعة الأزهر، يجب أن نفرق إن كانت هذه الدروس يلقى فيها علم دينى سليم خال من سيطرة فكر معين يطرح كل آراء العلماء، أم إنها دروس لنشر أفكار ومعتقدات الإخوان دون غيرهم من فصائل المسلمين, مبينا :"نقبل الأولى ونرفض الثانية". وأشار إلى أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - كان يخرج من المسجد إلى الحرب كذلك كان يفعل قادة القوات المسلحة من بعده وكانت مدرسة للتعليم أيضا، إلا أن المساجد الآن أصبحت مكانا للعبادة فقط، وأصبح لكل مجال مكانه الخاص به. من جانبه، قال الدكتور عبد الفتاح إدريس، رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر، وعضو مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا أنه ينبغى ألا يتصدى للدعوة إلا من هو أهل لها، ولذلك فإن مجاملة بعض المنتمين إلى الجماعات الإسلامية أو الأحزاب السياسية فى الدولة لا ينبغى أن يكون على معتقدات الناس ودينهم، مشيرا إلى أن المجتمع المصرى عاش فى الفترة السابقة فى جاهلية أشد من جاهلية عبدة الأصنام. وطالب إدريس بضرورة وضع رقابة صارمة من الأوقاف على من يلقى العلم الشرعى بحيث لا تسمح الوزارة لغير المؤهلين بإلقاء الدروس على الناس حتى لا يتلقى الناس علما فاسدا يكون سببا فى هلاكهم. يذكر أن المرشد العام للإخوان المسلمين "محمد بديع" قد قرر إعادة لقاء الثلاثاء بأحد المساجد حيث التقى بديع، مساء الثلاثاء الماضى، في أول درس من دروس الثلاثاء مع المئات من أعضاء "الإخوان"، رجالا ونساء، بقاعة مسجد الخلفاء الراشدين بحي مصر الجديدة، وذلك تقليداً لمؤسس جماعة الإخوان المسلمين، حسن البنا، الذي كان يعقد لقاء الثلاثاء كل أسبوع بالمركز العام للإخوان بالقاهرة، ليلتقي فيه أعضاء الجماعة بعد صلاة العشاء لإلقاء درس ديني وتوجهات الجماعة. وهذا الأمر أثار عدة تساؤلات منها هل تسمح وزارة الأوقاف بفتح مساجدها لأى حزب أو تيار بإلقاء محاضرات وخطب وندوات فيها، خاصة أن الإخوان المسلمين جماعة دعوية تمارس السياسة ولهم حزب يمثلهم وهو حزب الحرية والعدالة، مما يخل بمبدأ المساواة بين كل التيارات والفصائل، لأن المرشد فى النهاية يمثل جماعة سياسية دعوية ولا يمثل دعوة مجردة لخدمة الإسلام والمسلمين.