رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الرئيس حسني مبارك رغم رحيله عن الساحة السياسية منذ فبراير الماضي، والمساعي التي تبذل لمحو اسمه من الحياة العامة في مصر، إلا أنه وعائلته ما يزالوا موجودين في الكثير من الأماكن العامة وبالتماثيل ومحطات المترو وحتى المدارس، لدرجة جعلت البعض يقول إن الجهد اللازم لإزالة اسم مبارك لا يختلف عن جهد بناء الأهرامات. وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم السبت إن:" هناك الكثير من الدعاوي التي رفعت مؤخرا لإزالة اسم مبارك وعائلته من على كل المنشآت المصرية فخلال ثلاثين عاما حرص النظام على نشر اسمه وعائلته في كل نواحي الحياة، فمن محطات المترو للتماثيل بالشوارع، وحتى المدارس سميت باسم مبارك أو أحد أفراد أسرته". وتضيف الصحيفة إن :" المصريين يسعون لتغيير أسماء المنشآت التي وضع عليها اسم مبارك، وبدأوا بمحطة ركاب مترو الأنفاق التي تدعى محطة "مبارك" في القاهرة، حيث يسعى الشباب لتغييرها إلى "شهداء يناير 25"، وفي سبيل ذلك رفع أحد المحامين دعوى لإجبار الحكومة على محو اسم مبارك من كل مؤسسة عامة في جميع أنحاء الأرض المصرية. ونقلت الصحيفة عن المحامي الذي يدعى محمد صبري قوله:إن"وضع أسماء الرؤساء على كل المنشآت الحيوية عادة مصرية قديمة ترجع إلى عهد الفراعنة، عندما كانت صورة الفرعون في كل مكان". وعما أشيع عن أن دعوته تهدف لمحو 30 عاما من تاريخ البلاد قال صبري:" ينبغي أن لا نكرم الفاسدين... أنا لا أريد أن أحذف 30 سنة من التاريخ المصري ولكن أريد إزالة هذا الاسم". وقد تم كشط اسم ووجه مبارك من العديد من الأماكن منذ الإطاحة به في 11 فبراير بعد ثلاثة عقود. ورد الكثير من المصريين على الذين يقولون "إن الناس يريدون تكريم الرئيس!" بالأنشودة الشعبية التي بدأت في تونس، وانتشرت في جميع أنحاء المنطقة، وهي:" الشعب يريد محاكمة الرئيس"!. وتوضح الصحيفة أن بعض المصريين ينتقدون تركيز الاهتمام على قضية إزالة اسم مبارك من البلاد، واصفين ذلك بالسطحية نظرا للمشاكل الخطيرة التي تواجه البلد، بدءا من اتجاه الثورة للأزمة والاقتصاد المترنح، شريف حافظ، أستاذ العلوم السياسية ، على سبيل المثال ، جادل بأن إزالة اسم أقل أهمية من مهمة أكثر عمقا لتغيير عقلية رجل واحد الذي يسمح للسيطرة على البلاد منذ ما يقرب من 30 عاما. وتتحدث الصحيفة عن أن إزالة اسم مبارك من الحياة العامة يتطلب جهدا لا يختلف عن بناء الأهرامات، فقد كان اسمه على المدارس والمكتبات والمستشفيات والعيادات والجسور والطرق والساحات والمطارات والملاعب والمباني الوزارية، والمجمعات الصناعية ، والمراكز الكشفية وجوائز وطنية مختلفة، سمها ما شئت. فقد أبلغت وزارة التربية والتعليم أن هناك 549 مدرسة تحمل اسم مبارك أو زوجته، سوزان، أو جمال ابنهما. وكان اسم الرئيس على 388 مدرسة، مقارنة ب 314 للرؤساء الثلاثة السابقين. ورفض محام انضم للدعوى هذا الأسبوع حضور مؤتمر في أي مبنى يحمل اسم الرئيس مبارك، وقد شن المصريون حملة لإزالة اسم مبارك، فمحافظ أسيوط أمر بتغيير اسم "مدرسة "سوزان مبارك للبنات" لجعلها مدرسة "25 يناير للبنات"، وأمر رئيس جامعة الزقازيق في دلتا النيل بتغيير اسم مجمع جامعة مدينة مبارك إلى "ميدان التحرير "، في ميناء دمياط احتج العمال على اسم مجمع مبارك للبتروكيماويات وطالبوا بتغيير علامته التجارية في المنطقة الصناعية الحرة.