رأت صحيفة (فايننشيال تايمز) البريطانية أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس "محمد مرسي" أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك، طغى عليه "المرجعية الدينية" كما استخدم خطابه لشن هجوم لاذع على معاملة إسرائيل للفلسطينيين. وقالت الصحيفة: "بعد أن قدم مرسي نفسه بوصفه أول زعيم منتخب ديمقراطيا في مصر بعد ثورة عظيمة وسلمية، دعا على الفور الأممالمتحدة إلى العمل على إقامة دولة فلسطينية مستقلة، فوصف الصراع في سوريا باسم "مأساة القرن" وندد بعنف نظام الرئيس بشار الأسد، داعيا إلى نقل السلطة إلى حكومة منتخبة". ومع ذلك، قال إنه يعارض التدخل العسكري الأجنبي لإنهاء الصراع، قائلا: "إن مصر ملتزمة بمواصلة الجهود التي تبذل لوضع حد للكارثة في سوريا ضمن إطار عربي وإقليمي ودولي". وأكدت الصحيفة أن خطاب الرئيس مرسي، القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، كان ينتظر بفارغ الصبر ليعطي مؤشرات عن كيفية علاقات الحكومة الاسلامية الجديدة مع بقية العالم، وعلى الرغم من أن مرسي استبعد إحداث تغييرات على معاهدة السلام مع إسرائيل، إلا أنه وجه إلي إسرائيل كلمات أشد في الاممالمتحدة عن معاملتها للفلسطينيين. واكد مرسي أثناء كلمته أنه من المشين أن قرارات الأممالمتحدة بشأن هذه القضية لم يتم تنفيذها، وأضاف: "إن ثمار الكرامة والحرية لا يجب أن تبقى بعيدة عن الشعب الفلسطيني". ودون ذكر إسرائيل بالاسم، دعا مرسي لوضع حد للاستعمار والاستيطان وتغيير هوية مدينة القدسالمحتلة، إنه لمن العار أن العالم الحر يقبل بأن يظل حزب في المجتمع الدولي على مواصلة إنكار حقوق الأمة التي تسعى لاستقلال". مرسي دعا أيضا إلى منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وهو انتقاد غير مباشر لكل من إسرائيل والبرنامج النووي الايراني، لكنه أضاف أن أي محاولة لاتخاذ الاستباقية في عمل عسكري ضد دولة أخرى في المنطقة سيكون ذلك بمثابة العودة إلى "قانون الغابة". وأضاف أن جميع الدول لديها الحق في الطاقة النووية. وبعد دعوة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" لدول المنطقة إلى احترام حرية الرأي والدين في إشارة إلى الفيديو المسيء للإسلام الذي أثار احتجاجات في الدول الإسلامية، وجاء رد مرسي على ذلك بأن البذاءات التي صدرت مؤخرا كجزء من حملة منظمة ضد الحساسيات الإسلامية غير مقبولة وتتطلب موقفا حازما".