نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه ان الرئيس محمد مرسي حمل نفسه عبء الشرق الاوسط الثقيل يوم الاربعاء، معلنا في أول خطاب له أمام الأممالمتحدة أن الحرب الأهلية المشتعلة في سوريا هي "مأساة العصر"، ويجب أن يوضع حد لها. في كلمة واسعة النطاق تناولت جميع القضايا الرئيسية التي تواجه المنطقة، انتقد مرسي بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينيين, وأدان فيلم أنتج في الولاياتالمتحدة يشوه سمعة الاسلام والنبي محمد.
كما حث جميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة للمشاركة في محاولة لانهاء ما وصفه ب "الكارثة في سوريا" التي تدور بين نظام بشار الأسد ضد قوى المعارضة في محاولة لانهاء 40 عاما من الديكتاتورية. وقتل أكثر من 30 الف شخص في الصراع منذ 18 شهرا. ودعا مرسي الاسد للتنحي وقال الاربعاء انه "يجب أن يتوقف سفك الدماء في سوريا و انهاء هذه الأزمة الإنسانية ".
افتتح مرسي، عضو جماعة الإخوان الاسلامية ، حديثه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بالاحتفال بنفسه بأنه أول زعيم لمصر منتخب ديمقراطيا الذي وصل الي منصبه بعد ما وصفه بأنه "ثورة سلمية عظيمة " أطاحت بحسني مبارك. ثم درج بسرعة نفسه في القضايا الشائكة في الشرق الأوسط، مطالبا الأممالمتحدة بمنح عضوية للفلسطينيين، مع أو بدون اتفاق سلام مع اسرائيل.
قال " لا يجب أن تبقى ثمار الكرامة والحرية بعيدة عن الشعب الفلسطيني"، مضيفا انه "من المخجل" أن لا يتم فرض قرارات الأممالمتحدة. ومن المتوقع أن يطلب الفلسطينيون مرة أخرى اعتراف الأممالمتحدة رسميا بهم وتقديم الطلب إلى الهيئة العالمية في نوفمبر بعد انتخابات الرئاسة الامريكية. قال الرئيس الامريكي باراك اوباما عندما يطلب منه الاعتراف بالفلسطينيين العام الماضي ان واشنطن ستمنع هذه الخطوة حتى يكون اتفاق سلام مع إسرائيل. محور المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، والتي كانت معلقة لمدة أربع سنوات، هو حل الدولتين الذي سيمنح الفلسطينيين حقوق دولة مستقلة رسميا.
في محاولته لانهاء العنف في سوريا، دعا مرسي تركيا وإيران والمملكة العربية السعودية للانضمام إلى فريق الاتصال، على الرغم من أن السعوديين لم يشاركوا حتى الآن والقتال في سوريا مستمر بلا هوادة. في حين يريد مرسي من الأسد للتنحي، قال الاربعاء انه يعارض أي تدخل عسكري أجنبي. و قد وصل الى طريق مسدود في مجلس الامن الدولي، الذي يدعو إلى تدخل أو فرض عقوبات ضد سوريا ، وذلك لأن روسيا، الحامي الرئيسي الأسد، و الصين منعا سلسلة من القرارات التي تتخذها الحكومات الغربية.
كما ندد مرسي أيضا بالفيديو المعادي للإسلام الذي يصور النبي محمد على أنه زير نساء، و محتال ,و اصر على أن حرية التعبير لا تسمح لشن هجمات على أي دين. و أدان أيضا أعمال العنف التي اجتاحت البلدان المسلمة الاسبوع الماضي في رد فعل على شريط الفيديو. و قتل ما لا يقل عن 51 شخصا، من بينهم سفير الولاياتالمتحدة في ليبيا و ثلاثة أمريكيين اخرين في هجوم استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي.