قهوة بعرة.. موطن "الكومبارس" وجندي العمل الفني المجهول

وسط ضجيج العاصمة، هناك في شارع "سليمان الحلبي" بالقرب من شارع عماد الدين بوسط البلد، تشم رائحة الفن، تجد وجوهًا عشقت التمثيل وارتضت بأقل القليل فيه دون ضيق أو ضجر، مُجتمعين في موطنهم الذي عرفوه قبل عقود وسكنوه .. هناك في قهوة بعرة.
هذا المكان "قهوة بعرة" كان له فضل كبير في ظهور مئات الكومبارس في الأفلام والأعمال السينمائية، وعلى الرغم من اجتياح التكنولوچيا وانتشار الهواتف الجوالة، إلا أنها لازالت محتفظة بمکانتها داخل الوسط الفني ".
ولا تزال هذه المقهى تؤدي الدور الذي استمرت لأجله منذ
أكثر من ثمانون عام، ويروي عصام سيد الزناتي، صاحب القهوة، أن القهوة ارتبطت بمهنة الكومبارس، بالإضافة إلى كل ما يتعلق بمجال السينما والفن، "العاملين في التصوير والإنتاج والاضاءة والريچسير، والكوافير"، و وذلك بسبب انتشار مکاتب الفنانين جوار القهوة.
ويوضح أن سر تسمية القهوة باسم بعرة ، يرجع إلى الفنان رشدى اباظة، الذي أطلق على صاحب المقهى حينذاك اسم بعرور، نسبة إلى جسده الذي كان يشبه جسد الجمل، حتى أصبح لقبه، ومن
ثم عرفت باسم قهوة بعرة.
ويستطرد :" مفيش ممثل فيكى يا بلد ولا كومبارس مقعدش على القهوة دي، قعد عليها محمود حميدة، والراحل سعيد صاالح، عادل إمام، يونس شلبي، وحتى الان بيجى شغل للكومبارس من خلال القهوة بس مش زي الاول".
محمد هوندا، أول كومبارس متكلم، يقول لنا انه يتردد على القهوة من الثمانيات، وسر ارتباطه بهذه القهوة دون غيرها، يكمن في كونها ملاصقة للسينمات ومكاتب عمل السينما ومكاتب الممثلين بشارع عماد الدين.
ومثل هوندا في أفلام "اعتزال، عشماوي، قاهر الزمان، الظالم والمظلوم، أحلام هند وكاميليا، سمع هس، عزبة الصفيح، المواطن مصري، المرآة الحديدية، وفي مسلسل عباس الأبيض في اليوم الأسود، وللعدالة وجوه كثيرة والعار وكان بوابًا في مسلسل وجه القمر".