قالت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية إنه رغم التأثير السلبى للاحداث الاخيرة فى الشرق الاوسط والهجمات على مقار السفارات الامريكية فى بعض الدول، على شعبية الرئيس الامريكى "باراك اوباما" فيما يخص عنصر السياسة الخارجية، الا ان الاثر لم يكن بالدرجة التى تجعله يتراجع بشكل عام امام خصمه الجمهورى "ميت رومنى" فى الانتخابات الرئاسية. فقد اظهر استطلاع للرأى قامت شبكة" ان بى سى " الاخبارية وصحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية هذا الاسبوع أن "باراك أوباما" ما زال متقدمًا على "ميت رومني" في الولايات المتأرجحة الرئيسية، ولم تؤثر الميزة والاسبقية التى يتفوق بها "رومنى" المرشح الجمهوري فى الاقتصاد على موقف "اوباما".. ومع ذلك كشف الاستطلاع ان مقياس او عامل السياسة الخارجية تراجع بالنسبة ل "أوباما" من 54% فى اغسطس الى 49% بعد احداث الشرق الاوسط الاخيرة، وهذه هى المرة الاولى التى يسجل فيها هذا العنصر تراجعًا، منذ الفترة الى سبقت مقتل "اسامة بن لادن" زعيم تنظيم القاعدة فى مايو2011 ، والتى سجلت تراجعا وصل الى 50%. ولعل أسوأ الأخبار للبيت الأبيض هو أن الانتخابات لم تعد تدور فقط حول الاقتصاد، حيث ان الناخبين المستقلين اصبحوا ينقمون على أداء الرئيس للشؤون الخارجية - وهي القوة الرئيسية للديمقراطيين فى هذه الدورة الانتخابية.. فقد اظهرت نتائج الاستطلاع ان 41% من الناخبين المستقلين يوافقون على طريقة معالجة "أوباما" للسياسة الخارجية في سبتمبر مقارنة مع 53 % في أغسطس. ومع ذلك، إذا كان "أوباما" خرج من الأزمة الاخيرة بنتائج سيئة، فإن "رومني" قد بدا أسوأ من ذلك.. ففي استطلاع أجرته مؤسسة "بيو" للأبحاث هذا الاسبوع وجدت أن 45 % من المشاركين ايدوا الطريقة التى تعامل بها "أوباما" مع الأزمة الاخيرة، في حين أيد 26 % فقط الانتقادات التى وجهها "رومني" لاستجابة الرئيس للازمة. وايد 44% من المستقلين تعامل اوباما مع الازمة، فى حين وافق 23% فقط على انتقادات رومنى ل "اوباما". ولم يكشف استطلاع "وول ستريت جورنال" وشبكة " ان بى سى " أي تغيير بين شهري أغسطس وسبتمبر في نسبة المشاركين في الاستطلاع الذين شعروا أن "أوباما" من شأنه أن يكون أفضل كقائد عام للقوات المسلحة، وهى 45% مقارنة بالنسبة المؤيدة ل "رومنى" وهى 38%. كما كشف استطلاع آخر قامت به مؤسسة "بيو" نشر يوم الاربعاء أن 53 % من الناخبين يعتقدون ان "أوباما" أفضل فى اتخاذ القرارات الحكيمة في السياسة الخارجية، في حين يعتقد 38 % ان "رومني" هو الافضل. واوضح الاستطلاع أن "أوباما" يتمتع بميزة 50-39 %على "رومني" فى التعامل مع المشاكل في منطقة الشرق الأوسط رغم الاضطرابات الأخيرة في المنطقة والتى يبدو أنها لم يكن لها تأثير كبير على الآراء حول نهج "أوباما" في السياسة الخارجية وقضايا الأمن القومي. في حين أننا لا نستطيع أن نستنتج في شكل مؤكد أن الاضطرابات في الشرق الاوسط هى السبب المباشر فى تراجع السياسة الخارجية ل "اوباما" بين الناخبين، ففي الأسبوع الماضي اظهر استطلاع أيضا ان التوترات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة حول ايران الحقت بعض الضرر بالسياسة الخارجية لا "اوباما" بين الناخبين.