تحت عنوان " اللعب بالنار.. حان الوقت للاعتراف بعجز أمريكا عن السيطرة على قادة مصر".. سعت مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية لرصد التغيير الذي حدث في مصر منذ ثورة يناير 2011 بالنسبة لنفوذ أمريكا في البلاد -الأكبر سكانا في الوطن العربي- وكانت خلال النظام السابق حليفا قويًا لواشنطن ومنفذًا لمصالحها في المنطقة. وقالت الصحيفة خلال هجوم الأسبوع الماضي على السفارة الأمريكية تساءل عدد من المسئولين الأمريكيين والخبراء "أين الرئيس محمد مرسي؟ كيف لم يصدر بيانا قويا يدين الهجمات على سفارتنا؟ وبعد بضعة أيام أصدر مرسي بيانا لكنه كان غامضا إلى حد كبير، أدنى كثيرا مما توقعته واشنطن، ولا توجد إجابات سهلة عن هذه الأسئلة إلا أن بالنظر لما تمر به مصر، خصوصا مع وصول مرسي لسدة الحكم كان لابد لواشنطن أن تتوقع أن التنديد بالاحتجاجات لن يصل للدرجة التي ترضيها. وأضافت أن هذه التغييرات دفعت بعض الخبراء للقول إن واشنطن تسعى للهروب من واقعها بأن العرب أصبح لديهم سياساتهم الخاصة والقدرة على حساب أين مصالحهم الخاصة بمعزل عما تطلبه واشنطن، ولابد على أمريكا أن تعترف أن هناك تغيرات كبرى حدثت منذ فبراير 2011، ومع الرغبة في القيام بأعمال تجارية كبيرة كالمعتاد، المشكلة تكمن في أن الأعمال كانت إلى حد كبير لدعم الأنظمة المستبدة الذين وافقوا على تنفيذ مصالح واشنطن مقابل الدعم السياسي والاعتراف الدبلوماسي والمعونة. وتابعت: لكن "مرسي" على النقيض من أسلافه، يسعى للحفاظ على الدعم الداخلي لتوطيد سلطاته لأنه لا يزال عليه أن يتعامل مع بقايا النظام القديم، وجحافل من البيروقراطية التي تشكل مؤسسات مصر، من جهاز الشرطة للاستخبارات، وفي الحقيقة منذ سقوط مبارك كان الجزء الأكثر ديناميكية في الطيف السياسي المصري هو فقط الإسلاميين، فعلى مدى الأشهر ال 18 الماضية، يشارك شيخ الأزهر "أحمد الطيب" في المناقشات بشأن القضايا المهمة ورسم مسار مصر في المستقبل بطرق قوية، وردا على الفيلم المسيء والهجوم على السفارة الأمريكية، دعا الطيب لفرض حظر دولي على الهجمات على الإسلام، وشارك السلفيون في هذا النقاش حول مستقبل مصر.