أستنكر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الخطوة التصعيدية التي قامت بها مجلة فرنسية بنشر رسوم مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ووصف العربي، في بيان اليوم الأربعاء، تلك الخطوة بأنها "استفزازية ومشينة تؤدي إلى زيادة تعقيد الموقف المشتعل في العالمين العربي والإسلامي منذ إطلاق الفيلم المسيء للرسول وما تبعه من اندلاع المظاهرات في دول عديدة في العالم الإسلامي". وبحسب البيان، أدان الأمين العام للجامعة العربية "الإساءات المهينة للعقائد الدينية والتي تتسم بالعنصرية وتغذي العنف والتطرف"، داعيًا كافة المجتمعات الإنسانية إلى "التسامح والتفهم، واحترام ثقافة الآخر والتعرف عليها". وكانت مجلة "تشارلي ابدو" (Charlie Hebdo) الفرنسية قد نشرت في عددها الصادر الأربعاء رسومًا مسيئة للنبي محمد، وذلك في الوقت الذي لم تهدأ فيه بعد وتيرة احتجاجات أشعلها بث "الفيلم المسيء" الذي أنتجه بعض أقباط المهجر في الولاياتالمتحدة. كما دعا البيان كل الذين تأذوا من تلك الرسومات المسيئة إلى ضبط النفس واتباع الأساليب السلمية في التعبير الحازم عن الرفض لهذه الأفعال المشينة، ومقاومتها عبر نشر المعلومات الصحيحة عن الدين الإسلامي والتمسك بتعاليمه وقيمه السمحة. وأشار البيان إلى أن الأمين العام للجامعة العربية أعلن في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم بمقر الأمانة العامة أن اتصالات عديدة تجرى منذ أكثر من أسبوعين بين كل من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي لبلورة آلية قانونية لمنع ازدراء الأديان. ونوه الأمين العام في هذا الصدد ببيانات وتصريحات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان بشأن التسامح الديني، لافتًا إلى أنها بيانات على أهميتها تظل غير ملزمة، مما يتطلب العمل الجاد على إعداد اتفاقية دولية تمنع ازدراء الأديان ورموزها، تجنبًا لأي أزمات مشابهة وما ينشأ عنها من ضياع الأرواح وتعميق الصراع وتهديد السلام العالمي والإضرار بالتفاهم في العلاقات الدولية. وكان الأمين العام للجامعة سبق له أن أصدر بيانًا طالب فيه الحكومة الأمريكية باتخاذ موقف حاسم ضد المسئولين عن صدور الفيلم الأمريكي المسيء للرسول، وفقًا للمواثيق الدولية التي تجرم مثل هذه الأفعال التي من شأنها إثارة الكراهية بين الشعوب وتأجيج الفتن عبر الإساءة إلى الأديان، وتهدد الحوار القائم بين الثقافات والحضارات. وتسبب الفيلم المسيء للنبي محمد في موجة عارمة من الاحتجاجات في العديد من البلدان العربية والإسلامية، كان أعنفها في كل من ليبيا وتونس ومصر. وأسفرت الاحتجاجات التي اندلعت اعتراضًا على الفيلم في ليبيا عن مقتل السفير الأمريكي لدى ليبيا بعد أن هجم المحتجون على القنصلية الأمريكية في بني غازي.