قال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية: إن المبعوث الأممي لسوريا "ليس ساحرًا ولا توجد حلول سحرية للأزمة السورية". وأضاف العربي، خلال مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء، بمقر الجامعة في القاهرة: "هناك عقبات كثيرة أمام حل الأزمة السورية، وعجز الجامعة العربية إزاءها حقيقة، فلا يمكننا التدخل إلا إذا كان هناك اعتداء من دولة على أخرى". غير أنه استدرك: "ولكننا بصدد إعادة هيكلة الجامعة وتفعيل مجلس الأمن والسلم العربي حتى نتمكن من القيام بواجبتنا". وفى رده على سؤال حول وجود سيناريو بديل إذا فشل مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية، الأخضر الإبراهيمي، في مهمته أجاب: "الإبراهيمي ليس ساحرًا، ولا توجد حلول سحرية للأزمة السورية، ولكننا نعمل على إيجاد تضامن من المجتمع الدولي حول خطة لن تكون بعيدة عن النقاط الست التي تضمنتها خطة المبعوث الأممي السابق كوفي عنان". وحول أسباب عدم إفصاح الإبراهيمي عن خطته بشأن سوريا حتى الآن، قال العربي: "الإبراهيمي لا يريد أن يكون نسخة كربونية من كوفي عنان، إلا أن أي خطة سيعلنها لن تكون بعيدة عن النقاط الست التي طرحت من قبل لحل الأزمة"، نافيا وجود أية خلافات عربية حول الجهود الجارية لحل الأزمة السورية. وسعى المبعوث الأممي السابق عنان لحل الأزمة السورية من خلال تقديمه خطة مكونة من 6 نقاط، والتي تتضمن سحب الوحدات العسكرية من التجمعات السكنية، وإيصال مساعدات إنسانية إلى المتضررين، وبدء حوار، والإفراج عن المعتقلين، والسماح للإعلاميين بالاطلاع على الأوضاع في سوريا، والسماح بحرية التجمع والتظاهر بحسب القانون، إلا أن الخطة لم تجد طريقها للتنفيذ وسط تبادل الاتهامات بين السلطات والمعارضة بعدم الالتزام بتطبيقها. وأضاف العربي أن :"الجامعة العربية منظمة إقليمية تخضع لإشراف مجلس الأمن، ولذلك قمنا بإرسال الملف السوري إليه منذ شهور، ولكن لايزال الدم السوري يراق ولا يجوز السكوت". وقال إن: "مجلس الأمن فشل أيضا في إيجاد حل للأزمة السورية، بالرغم من أنه أعلى جهاز في العالم، والجهاز الوحيد الذى يستطيع أن يأمر الدول فتنصاع له، أو يتدخل بالقوة"، مشيرا إلى أن: "الجهود العربية والدولية تعثرت، وهذا هو المجتمع الدولي الذى نعيش فيه ولسنا في المدنية الفاضلة". وأكد أنه: "لا توجد ضغوط دولية كافية لتنفيذ النقاط الست المتفق عليها عربيا ودوليا كسبيل لحل الأزمة"، لافتا إلى أن "مجلس الأمن عليه قيود تنحصر في حق الفيتو الذى تستخدمه بعض الدول ضد أي قرار قد يفضي لحل الأزمة، وهو الأمر ذاته الذى نعانى منه منذ أكثر من 60 عامًا بخصوص القضية الفلسطينية". وعن هدف مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي يتوجه غدا إلى نيويورك لحضورها، قال العربي: "سيكون النصيب الأكبر منها للقضيتين السورية والفلسطينية". وأوضح: "الجامعة ستحشد كل الدعم للسعي الفلسطيني للحصول على اعتراف الأممالمتحدة بفلسطين كدولة غير عضو، تمهيدا للحصول على عضوية كاملة في المنظمة الدولية". وقال العربي إنه سيشارك كممثل للدول العربية في اجتماع مغلق يعقده مجلس الأمن الدولي وسيكون قاصرا على أعضائه الدائمين فقط ، لإصدار بيان حول ما تم بحثه خلال الاجتماعات. وكشف العربي عن وجود اتجاه لعقد مؤتمر دولي بشأن موضوع الأسرى الفلسطينيين، وأن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحادين الأوروبي والإفريقي بصد بلورة اتفاقية دولية ملزمة بمعاقبة المسيئين للأديان كافة.