أيام ترحل وماض يبتعد. . وتظل الذكريات قصصًا صامتة. . وأحداثًا تنطوى. . وحوادث تمضى. . إلا أنها تترك فينا أثرًا لا يزول. . ففى حياتنا ذكريات لا تنسى مهما مر عليها الزمان. تبحث «الوفد» فى ذكريات رجال القضاء والشرطة جرائم تركت بصمات بارزة فى سجل الماضى. . وفى كل أسبوع نسرد جريمة من ذكرياتهم. «الزوج القاتل» المكان - مركز أخميم بسوهاج، الزمان – عام 2016 المقدم على الصغير وكيل فرع البحث الجنائى بالوادى الجديد، يروى لنا جريمة فى ذاكرته وقعت أحداثها فى العام الماضى وما زالت عالقة فى ذهنه، لأنها راحت ضحيتها زوجة شابة على يد زوجها بدون ذنب اقترفته يداها البريئتان سوى أنها كانت جميلة جدا، وتوافقت مع المقولة الشهيرة بأن الجريمة لا تفيد، وتطابقت نهايتها مع قول الله تعالى «إن ربك لبالمرصاد». ففى شهر أبريل من العام، ورد لنا بلاغ من أحمد جمال 36 سنة محاسب بشركة مطاحن سوهاج بعثوره على زوجته ولاء حسن 25 سنة جثة هامدة فى شقة الزوجية، فأخطرنا اللواء مصطفى مقبل مدير أمن سوهاج بالواقعة وانتقلنا إلى مكان البلاغ وعثرنا على الجثة مسجاة على سجادة الغرفة وعندما قمنا باستدعاء مفتش الصحة قام بتوقيع الكشف الطبى عليها وقرر بأنه لا يستطيع الجزم بسبب الوفاة لوجود شبهة جنائية فى وفاتها نظرا لوجود سحجات حول الرقبة، فقمنا بنقلها إلى مستشفى أخميم المركزى وأخطرنا النيابة العامة بالواقعة فأمرت بانتداب الطبيب الشرعى لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة. كانت المهمة شاقة لأن المجنى عليها لم يكن لها أعداء، كما أننا عندما قمنا بمعاينة شقة القتيلة لم يتبين لنا أن هناك شيئا تمت سرقته، كما وجدنا أبواب وشبابيك المنزل فى حالة سليمة، وكادت الجريمة أن تقيد ضد مجهول بعد البحث المتواصل لأكثر من أسبوعين على التوالى، لولا إرادة الله عز وجل التى شاءت أن يتم كشف خيوط الجريمة حتى لا تضيع دماء تلك السيدة هدرا وحتى يتم القبض على الجانى لينال جزاءه على يد العدالة. فقد همس فى أذنى أحد مصادرنا السرية أن الزوج المبلغ كان يغار على زوجته بطريقة غريبة نظرا لما تتمتع به من جمال آثر وأن جمالها جعله يشك فى سلوكها رغم أنها تتمتع بسمعة طيبة فى المنطقة، فأخبرت العميد خالد الشاذلى مدير مباحث سوهاج - آنذاك - بتلك المعلومة، وقمنا باستئذان النيابة العامة بالقبض على الزوج وإعادة استجوابه. فاصطحبناه إلى ديوان مركز الشرطة وبمواجهته بما وصلت إليه التحريات وشهادة الشهود وبتضييق الخناق عليه، انهار واعترف باكيا بأنه قتل زوجته بالإيشارب التى كانت ترتديه وتركها جثة هامدة وتوجه إلى عمله وعندما عاد صرخ ليتجمع حوله الجيران ويوهم رجال المباحث بأنه برىء، وذلك بسبب غيرته الشديدة عليها وأنه نادم على فعله وسيتقبل حكم الإعدام، وقام بتمثيل الجريمة أمام النيابة العامة فأمرت بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق وأحاله المستشار أحمد عبدالباقى المحامى العام لنيابات جنوبسوهاج محبوسا إلى محكمة جنايات سوهاج التى عاقبته بالسجن المؤبد.