قال الدكتور خالد الشافعى الخبير الأقتصادي، إن إتفاقية التجارة الحرة القارية تعد اكبر اتفاق تجارى فى العالم، ويندرج تحته قرابة 55 دولة وتجمع مصر بهم علاقات اقتصاديه جيدة، إضافة إلى تراجع العلاقات التجارية مع القارة السمراء بعض الشئ خلال السنوات الماضية، مؤكدًا على أن رئاسة القاهرة للاتحاد الافريقي واتفاقية التجارة الحرة، ستعيد لمصر دورها السياسي والاقتصادى في افريقيا. أضاف الشافعى في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن دور مصر الإقتصادى قد تراجع وتم تقزيم دور الشركات المصرية وظهور دور كبير للشركات الصينية والتركية والهندية وحدوث شبه اختفاء لدور شركة النصر للتصدير والاستيراد، منوهًا إلى أن الفترة الحالية ستشهد عودة النفوذ الاقتصادى المصرى فى أفريقيا، وسيظهر ذلك من خلال تدشين مشروعات كبرى بأيدى مصرية فى بعض البلدان الأفريقية، معتقدًا بأن الاستثمارات المشتركة بين مصر والدول الأفريقية سترتفع خلال رئاسة مصر للاتحاد الافريقى، وأن فكرة تدشين اتفاق للتجارة سيسهم فى دعم هذا التوجه. أشار الخبير الأقتصادى، إلى أن الأرقام المعلنة عن التبادل التجاري مع افريقيا ضعيفة جدًا ولا ترقى بمستوى العلاقات التاريخية لمصر مع القارة السمراء، خاصة أن مصر يمكنها الانطلاق في افريقيا من خلال عشرات المنتجات التي يمكن تصديرها إلى الدول الأفريقية، إضافة إلى إمكانية استغلال الموارد الخام فى الدول الأفريقية، مؤكدًا على ضرورة زيادة وتعظيم التعاون بين القاهرة والقارة السمراء خلال فترة تواجد مصر فى رئاسة الاتحاد الافريقي، حيث أن كل ذلك يفتح أبواب للتعاون فى اطار اتفاقية التجارة الحرة. أكد الشافعي، على ضرورة استغلال الاتفاقيات التجارية مع الدول الافريقية، حيث أن هناك اتفاقيات عديدة لتسهيل حركة التجارة مع افريقيا مثل إتفاقية الكوميسا وغيرها، والتى تجعل من السوق الإفريقي منفتح أمام المنتجات المصرية باعتبارها منتجات متعارف عليها لديهم، وذلك بجانب سعرها التنافسي مع أسعار المنتجات الهندية والصينية، بالإضافة إلى دخول المنتجات المصرية للدول الافريقية دون جمارك وذلك تطبيقًا للاتفاقيات التجارية. اوضح الخبير الاقتصادى، ضرورة وضع خطة عاجلة لزيادة الصادرات المصرية للسوق الافريقي، واستراتيجيات قطاعية للمنتجات الاكثر طلبا للسوق الافريقي، وذلك بجانب تفعيل دور مجالس الأعمال المشتركة مع دول القارة السمراء وإتاحة مراكز لوجستية فى أفريقيا حتى نوفر لهم البضاعة الموجودة حتى نكسب وتعود مصر بقوة إلى هذا السوق، مشيرًا إلى ضرورة السعي إلى تفعيل الاتفاق الاطارى لاتفاقية التجارة الحرة مع التكتلات الاقتصادية الافريقية، وذلك من أجل نفاذ المنتجات المصرية للدول الافريقية. وأكد أن الفترة المقبلة ستشهد مزيد من التفعيل لهذه الاتفاقات عبر توسيع قاعدة الشراكات الجارية مع الدول الأفريقية، وذلك إذا تم تفعيل اتفاق التجارة فإن ارقام التبادل التجارى مع افريقيا ستزيد وتتضاعف. والجدير بالذكر أن الرئيس السيسي أكد خلال كلمته في منتدى الاستثمار في إفريقيا على أن اتفاقية التجارة الحرة ستسهم في تحقيق نمو أعلى ودخل أكبر للمواطن الإفريقي، مشيرا إلى العمل على زيادة معدل التجارة البينية وتفعيل منطقة التجارة الحرة بين الدول الافريقية.