"كأني عمري ما دخلت جامعة قبل كده، على الرغم أني متخرجة من 4 سنين بس، لكن اللي شوفته النهارده ماشوفتهوش طول حياتي".. هذا ما قالته نشوى يوسف، عن انطباعها في أول يوم دراسة في الجامعة، التي ذهبت إليها بعد 4 سنوات من التخرج.. تكمل: "حسيت وأنا بين الطالبات اليوم إني رحت فرح أو حفلة لكن أكيد مش جامعة، كل بنت بقى جاية متشيكة على طريقتها، اللي لبسه كعب 12 سم وحاطة في وشها ألوان الطيف كلها، وواحدة كان الفضول هيموتني وأسألها هي لحقت تعمل شعرها التسريحة ديه امتي؟ لأن أقل حاجة تحتاج ل3 ساعات عند الكوافير فهو مفيش غير حل من الاتنين لا إما هي صاحية من أمبارح عشان شعرها يفضل كده، يا أما راحت الكوافير بعد صلاة الفجر عشان تلحق تيجي الجامعة!!، ويا سلام بقى على الي كانت لابسة لبس كل بيلمع وعاكس كل أشعة الشمس، تحس إنك واقف قدام مرايا، طبعا دول بعض النماذج اللي أنا شفتها في الجامعة واللي حسيت أنهم فاهمين الجامعة غلط، وده مايمنعش إن فيه بنات كتير محترمة نفسها ولابسه لبس مناسب للجامعة". بجانب الشكل الذي عكسته الكلمات السابقة، (الوفد) حاولت رصد بعض انطباع الفتيات عن حياة الجامعة مع اليوم الأول لهن خلف أسوارها.. أحلم بهذا اليوم تقول رشا محمد، طالبة بالفرقة الأولى بكلية التجارة: "كنت أحلم باليوم الذي أدخل فيه الجامعة طوال حياتي، لأنها حياة مختلفة وحياة أكثر انفتاحا، ولم أنام طوال الليل من شدة فرحتي بهذا اليوم، بل إنني جلست أفكر ولم أصدق إنني ذاهبة إليها، وعندما جئت اليوم، وجدتها كما توقعت وتخيلت، بل أحاول أن أشاهد هذا المجتمع من بعيد أكثر من أن أشارك فيه، حتى أتعرف عليه جيدا قبل الاندماج فيه". أما إيمان أحمد، طالبة بالفرقة الأولى بكلية العلوم تقول: "لا أشعر بفرق كبير بين حياة الجامعة وحياة الثانوية العامة، فهو مجتمع يختلط فيه البنات مع الأولاد، وهذا الأمر لم يعد جديدا على هذا الجيل لأننا بمجرد دخولنا الثانوية العامة ونختلط بهم في السكاشن والدروس الخصوصية والنوادي وبالتالي لا يوجد فرق كبير بين الجامعة وأي مكان أخر". خوف.. مش خوف "فرحة وخوف وقلق"، هكذا كان إحساس فاطمة الزهراء طالبة بالفرقة الأولى بكلية سياسة اقتصاد، حيث تقول: "أشعر بإحساس غريب منذ أن دخلت باب الجامعة، فهو شعور بالخوف من حياة جديدة لا أعلم هل سوف أتقلم معها أم لا، والقلق من تكوين الصداقات فكل أصدقائي تفرقوا بسبب التنسيق وأخشى ألا أجد من أندمج معها وأصادقها، وبالطبع فرحانة جدا من وصولي لهذه المرحلة التي تجمع بين الدراسة والترفية والأنشطة التي تنمي الفكر والعقل ونستطيع خلالها أن نفرق طاقتنا التي كبتتها دراسة الثاوية العامة". وتعارضها في الرأي، زميلتها بنفس الفرقة قائلة: "أنا إحساسي مختلف، فالأمر لا يحتاج لكل هذا الخوف والقلق ولكن في نظري يتوقف على شخصية البنت، فالبنت الانطوائية سوف تشعر بذلك، أما البنت التي تتسم بشخصية اجتماعية سوف تتعامل جيدا مع هذا المجتمع الجديد عليها ولكن يجب أن نتعامل بحرص لأنه مجتمع مفتوح، والصح فيه يختلط مع الخطأ". "لكي ابني مستقبلي وأكوّن شخصيتي" كان ذلك إجابة هاجر أحمد، طالبة بالفرقة الأولى كلية طب، عندما سألناها عن سبب انتظارها دخول الجامعة، مفسرة كلامها: "في الجامعة سوف أقابل ناس أشكال وألوان، وسوف أمر بتجارب أكثر، نظراً لاتساع مجال التعارف داخل الجامعة، بالإضافة إلى أن دراستي في الجامعة سوف تكسبني مهارات ومعلومات جديدة، وبالتالي عقلي سيكبر، وشخصيتي ستنضج".