دعا الشيخ أسامة الازهري مستشار الرئيس للشئون الدينية، الى إحياء قيم النجاح والاحسان والاخلاص في العمل والتحدي من أجل عمارة الارض وصناعة الحضارة. جاء ذلك في كلمته خلال الندوة التثقيفية التي نظمتها هيئة قناة السويس برئاسة الفريق اسامة ربيع اليوم الاثنين تحت عنوان "حب الوطن والعمران في ضوء اخلاق الرسول "وحاضر فيها العالم الحبيب علي الجفري، وذلك بمقر قاعة المؤتمرات الكبرى بمناسبة الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف وتزامنا مع احتفالات قناة السويس بمرور قرن ونصف على افتتاحها امام حركة الملاحة البحرية . وأكد الازهري أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم جاء للبشرية في ثلاثة جوانب اولها العبادة لله وحده وثانيها التزكية وتعني صون النفس البشرية من المعاني المحبطة وغرس المعاني السامية في اخلاقيات وثالثها عمارة الأرض. وأضاف أن الجانب الثالث هو الذي يغفل المسلمين عنه واستعرض اعتناء الرسول صلى الله عليه وسلم بالعمران وتطوير المهن بداية من الدبلوماسية والترجمة، حتى أن الإمام التلمساني جمع هذه الحرف في كتاب قدرت بنحو 200 حرفة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم الدعوة لتنميتها حتى تكون فعالة ولها دور تنموي مجتمعي. واستشهد الازهري بزيارة اوباما للقاهرة في 2009 عندما اصر على زيارة مسجد السلطان حسن وهو المبنى الذي بني على نسق هندسي وفني وتراث فريد حتى ان بعض المعماريين الغرب اطلقوا عليه الهرم الرابع في مصر لما فيه من عراقة أقيم على يد معماريين مصريين في ثلاثة سنوات فقط كانوا على إلمام بالهندسة جعلته يستطيع تعشيق الحجر حتى أن هدمه لا يمكن ان يتم حتى في ثلاثين عاما. وهذا المسجد صمد أمام دانات مدافع نابليون بونابرت اثناء الحملة الفرنسية. وتابع هذه القصة تكشف داخلها حجم الثقة والايمان والاخلاص في العمل والاحسان والتحدي والانطلاق وهي معاني ايمانية واخلاق نبوية تقفز للامم لصناعة الحضارات. وتناول العالم الحبيب الجفري في كلمته الحديث عن قيمة المراقبة والاتقان في العمل وفضله عند الله ورسوله وتحريم الغش والخداع في العمل. واكد أن مراقبة الله في عملك تجعل عمرانك في الأرض عبادة، وقال حرام أن يكون المسلمين عالة على العالم، فلا يجوز أن يكون المسلمين لا يصنعون ولا يزرعون ولا يتاجرون. وأكد أنه كلما مررت بجوار قناة السويس قرأت الفاتحة لكل مصري فاضت روحه حتى يقام هذا الممر الملاحي العالمي، وحتى يحققوا هذا العمران في الارض. وبكى عندما ذكر تكبيرات يوم العبور العظيم في اكتوبر 1973، وقال أن اصداء اصواتهم لا تزال معلقة بهذا المكان الذي يعد مكان مبارك مقدس .واضاف موجها حديثه لعمال بهيئة قناة السويس ان لديكم ارث ثقيل لمراقبة الله في عملكم .ارث نابع من ارواح الضحايا الذين حفروا القناة وغيرهم ممن عبروا القناة وغيرها ممن واصلوا التطهير. ودعا العاملين باستغلال وجودهم في قناة السويس باعتباره مكان شاهد على الإخلاص والجد والتفاني والعبادة .
