عرض حاتم الانصاري كاتب وشاعر سوداني، علي هامش الملتقي الدولي الرابع لتفاعل الثقافات الأفريقية، مساء اليوم الخميس، بحثًا بعنوان " تجليات قيمة نماذج في الرواية الأفريقية، قراءة تأملية في نماذج من أدب جنوب الصحراء"، خلال الجلسات البحثية، بحضور لفيف من الباحثين والمهتمين بالشأن الافريقي وعلي رأسهم الدكتورة أماني الطويل مدير برنامج الوحدة الأفريقي، و مفكر الافريقي حلمي شعراوي. وأشار الأنصاري، إلى حديث ميغان ڤوغان، أستاذة تاريخ الكومنولث بجامعة كامبردج، الخاص بالأدبيات الكولونيالية التي تناولت السيكولوجية الأفريقية قد دأبت على النظر إلى "الأفارقة" بوصفهم "عرقًا" ، خالي البال يكاد لا يحمل همّا في هذه الدنيا، فالزنوج وفقا لتلك الأدبيات يتصفون بالطيش ويفتقرون إلى النضج ولا يعانون من الذنب، ولذلك فهم نادرًا ما يكابدون أمراض الاكتئاب التي يُزعمُ أنها الدافع الرئيس وراء حالات الانتحار، مضيفًا أن أغلب الأنثروبولوجيين الغربيين قد عزوا السبب وراء ضعف ، إقبال الأفارقة على الانتحار إلى النزعة الجماعية، الذي لطالما تميّزت بها ثقافات القارة السوداء، حيث "تتكفل الجماعة بالفرد في أوقات الأزمات. وأوضح الكاتب السوداني، بأن هناك نقاط لأبرز المحددات التي تفرض نفسها، بوضوحٍ عند تناول ثيمة الانتحار على مستوى المجتمعات الأفريقية التقليدية هي: (الطابوهية، الميتافيزيقية، أولويّة الكرامة: "الشعور بالخزي بديلا عن الشعور بالذنب") ، ثم تحدث عن بعضًا من تمثلات موضوع الانتحار في الروايات الأفريقية، وحيث كشفت الحالات التي أوردها الباحث عن مدى استفادة المبدعين الأفارقة من موروثاتهم الثقافية المتفرّدة في توظيف تلك الثيمة الملهمة في أعمالهم، دون أن يتجاهلوا ما طرأ على واقع مجتمعاتهم من تحولات ومتغيراتٍ كان لها أثرها الواضح على مجمل القيم والسلوكيات.. والدوافع الإنسانية، مثال على هذا بحادثة انتحار سامسون مورڤو؛ إحدى شخصيات رواية تمائم وپارانويات للكاتب الأنغولي چوناس نازاريت.