مقتل السفير الأمريكى فى ليبيا مع ثلاثة من مساعديه على يد متظاهرين على خلفية الفيلم المسئ للاسلام حوّل القضية على النطاق العالمى من اساءة الأخرين الى ديننا الى اساءة ديننا الى الآخرين . .هذا الحدث البربرى البشع أساء الينا أكثر بآلاف المرات مما أساء الفيلم المسئ الى الاسلام ولا أبالغ اذا قلت ان الفيلم لم يسئ الى الاسلام أساساً بل أساء الى صانعيه ..أما قتلة السفير فحولونا فى نظر العالم من ضحايا عنصريةإلى مجرمين ارهابيين وهكذا دائماً يخسر المسلمون عموماً والعرب خصوصاً قضاياهم .. يخسرونها بالسلوك الأرعن غير المحسوب .. فالسفير هوفى النهاية سفير والشعوب التى تقتل السفراء توصم تلقائياً بالبربرية ..هل تتذكرون الرسوم الدانماركية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم ..كانت هذه الرسوم محصورة فى مجرد جريدة دانماركية مغمورة لا أكثر لكن سقوط الكثير من الضحايا فى مظاهرات الاحتجاج العنيف فى كثير من البلاد الاسلامية أشعل الحدث اعلامياً وجعل الجرائد والمجلات الشهيرة ومحطات التليفزيون الكبرى تتسابق لنشر الرسوم من أجعل انعاش حصيلة الاعلانات فالرسوم التى لم يكن مقدراً أن يشاهدها سوى بضعة آلاف شاهدها مئات الملايين عبر العالم وقتل المئات من المسلمين فى المظاهرات بينما مازال الرسام المسئ حياً يرزق بل وأثرى ثراء فاحشاً بسبب التهافت على نشر رسومه بما هيأناه له بسذاجتنا من دعاية كما حقق شهرة عالمية لم يكن يحلم بها..أرأيتم كيف تفعل الحسابات الخاطئة بأهلها انها تجعلهم مثل الدبة التى قتلت صاحبها من شدة حبها له..اعلموا أنه ليس من الحكمة اذا نبح علينا كلب أن نرد نباحه بنباح ..نحن لسنا كلاباً لننبح مثله ..بل من السذاجة أن نتوقع من ضال حرم من نور الايمان ألايحقد علينا وقد هدانا الله..أرى أن كل مايحدث هو فى حدود المتوقع والمفهوم فلماذا كل هذا الغضب وكل هذا الاندهاش ..جدير بأمة الاسلام العظيمة أن ترد الاساءة بهدوء متحضر ليس عن ضعف وقبول اهانة بل عن حكمة وحرص على اظار الوجه الحقيقى للاسلام..فإن أصروا على سفاهتهم فاعلموا أنهم لن يضرونا ولن يضروا الله شيئاً ولكن أنفسهم يظلمون. أبو تريكة أحب أن أسأل النجم أبو تريكة الذى أحبه ومجوعة ألتراس وأنا معجب بهم ..هل توقفت مصر عن الحياة بعد هزيمة 67 المريرة وامتنع العامل عن الصناعة والفلاح عن الزراعة والصحفى عن الكتابة حتى يعود حق الشهداء ومنهم من دفن حياً فى الصحراء؟ لو كان هذا حدث لشلت مصر ولما استطاعت أن ترد الضربة فى 73ولما استطعنا الثأر للشهداء..هل وصل المعنى؟