رأت صحيفة (تليجراف) البريطانية أن الاحتجاجات المحلية والغضب المتزايد من قرار إجبار دراسة التربية الوطنية والأخلاقية الصينية على طلاب الإقليم المستقل "هونج كونج" من شأنه أن يشوش على الانتخابات التشريعية التي بدأت أمس في الأقليم. ويقول المرشحون المؤيدون للديمقراطية عن التصويت إنه أمر حاسم لمستقبل المستعمرة البريطانية السابقة، وربما انتخاب أعضاء المجلس التشريعي وسط تلك الحالة من الغضب في بكين سيأثر على الاقتراع العام لانتخاب الرئيس التنفيذي في عام 2017 والانتخابات البرلمانية 2020. وجاء الاقتراع أمس الاحد في أعقاب 10 أيام من الاحتجاجات بشأن خطط مثيرة للجدل من جانب الحكومة الموالية لبكين لتقديم الدروس الإجبارية في "التربية الأخلاقية والوطنية" إلى الفصول الدراسية في هونج كونج. وطوقت هذا الأسبوع، عشرات الآلاف من المتظاهرين مقر الحكومة في هونج كونج للتنديد بخطط التعليم الوطنية، ورأى رافضو هذه الخطط أنها محاولة "لغسل أدمغة" الطلاب من الاحداث التاريخية مثل حملة ميدان "تيانانمن" العظيمة وبدلا من ذلك يحاولون تعزيز فوائد حكم الحزب الواحد. ويوم السبت، خوفا على ما يبدو من أن الاحتجاجات الجارية قد تدمر فرص المرشحين الموالين لبكين، تراجع "سي لونج"، الرئيس التنفيذي لهونج كونج، عن خطط جعل الدروس الأخلاقية والوطنية إلزامية واكد انها ستكون اختيارية بحلول عام 2016. وقال البروفيسور "ويلي لام"، خبير سياسي من الجامعة الصينية في هونج كونج، تعليقا على تراجع ليونج عن قرار الدروس الوطنية والاخلاقية، إنها كانت محاولة لحشد تأييد الناخبين نحو مرشحين المؤسسة الحاكمة، حيث إنه في حال تمسكه بالقرار الأصلي فإن ذلك كان سيعود بالضرر على المرشحين الموالين لبكين." وأشارت الصحيفة إلى أن محاولات تغيير المناهج الدراسية في هونج كونج وفقا لمناهج بكين ليست سوى أحدث حلقة في عدد من القضايا المثيرة للجدل التي تأكد العصبية المتزايدة والسخط في بكين على إقليم يتمتع بحكم شبه ذاتي. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن عدم الرضا والسخط والغضب المحلي على بكين الآن وصل إلى أعلى مستوياته، منذ تسليم السلطة لهونج كونج عام 1997. وبين المواضيع الأخرى التي تسبب التوتر داخل المجتمع الصيني هي أسعار العقارات التي ارتفعت بشكل مبالغ فيه، والتي يلقي بالكثير من اللوم فيها على تدفق المشترين الأثرياء على أمتلاكها، وأيضا الضغوط الواقعة على هونج كونج بالإلتزام بنظام الرعاية الصحية للأمهات الحوامل الصينيات اللآتي يعبرن الحدود للولادة. وأضاف البروفيسور لام قائلاً: "هذا التمرد ضد التربية الوطنية هو مجرد رمز للثورة على فرض القيم الصينية على إقليم هونج كونج المستقل، ويلاحظ على نطاق واسع منذ حوالي عام 2003 وما بعده، الميل الواضح بالنسبة لبكين ومكتبها في هونج كونج للتدخل في القضايا المحلية بطرقة سافرة، وستكون هذه الانتخابات بمثابة قياس لمدى سخط الناس عن هذا الوضع". وقال "جوشوا وونج تشي فونج، زعيم طلابي، "إن الحكومة لا تستطيع أن تفعل ما تشاء، حيث أن أهالى هونج كونج سوف يكافحون بكل قوتهم من أجل الحفاظ على حقوقهم واستقلالهم.. مؤكدا أن هذه الاحتجاجات لن تفشل وستفوز هونج كونج في النهاية.